Tuesday 14th January,2003 11065العدد الثلاثاء 11 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سمو ولي العهد مخاطباً ضيوف الجنادرية: سمو ولي العهد مخاطباً ضيوف الجنادرية:
الوقت يتطلب منا ضبط النفس والحكمة والكلمة الصادقة
العراق ليس بهين علينا وهو جزء من الأمة الإسلامية والعربية

  * الرياض- واس:
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في قصر سموه بالرياض بعد ظهر أمس الأول ضيوف الحرس الوطني من العلماء والادباء والمفكرين ورجال الاعلام والصحافة من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها الذين يحضرون المهرجان الوطني الثامن عشر للتراث والثقافة المقام حاليا في الجنادرية.
وفي بداية الاستقبال انصت الجميع إلى تلاوة من ايات القران الكريم مع شرحها وتفسيرها.
ثم تشرف الضيوف بالسلام على سمو ولي العهد.
بعد ذلك القى الباحث والمفكر الإسلامي محمد يوسف من جمهورية الصين الشعبية كلمة نيابة عن ضيوف الحرس الوطني اعرب فيها عن شكر الجميع لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي اتاح لهم فرصة المشاركة في المهرجان والتشرف بمقابلته.
وقال«ورد في الاثر» «اطلبوا العلم ولو في الصين» وهو اثر يحمل معاني عميقه متمثلة في التشجيع على طلب العلم من اهله في كل مكان ولو كان بعيداً واضافة إلى ذلك يشير هذا الاثر إلى عراقة العلاقات الودية بين الامتين الصينية والعربية العظيمتين».
واضاف قائلا«ان المسلمين الصينيين وبني وطنهم من غير المسلمين مازالوا يتذكرون زيارتكم التاريخية وتوجيهاتكم لهم وهم سعيدون بذلك ومقدرون كل مواقفكم العظيمة في خدمة المسلمين واسعاد الانسانية في كل مكان».
بعد ذلك استمع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والحضور إلى قصيدتين القاهما الشاعر عدنان مصطفى عكرمة من سوريا والشاعر شيخ محمد سالم عبدالودود وزير الشؤون الإسلامية السابق في موريتانيا.
اثر ذلك القى الشيخ الاديب احمد المبارك وهو الشخصية الأدبية التي تم تكريمها في مهرجان الجنادرية لهذا العام كلمة عبر خلالها عن شكره وتقديره لسمو ولي العهد على تكريمه في مهرجان الجنادرية مؤكدا أن ذلك ليس بمستغرب على حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين حفظهما الله التي تدعوا الناس جميعاً إلى الخير والصلاح. وقال«الذي يقرأ سيرة اجدادكم ويتدبرها يعلم انكم تسلسلتم من أصلاب أراد الله سبحانه وتعالى فيهم أن يثبتوا هذه الجزيرة على الهدى وعلى كلمة التوحيد». بعد ذلك ارتجل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية..
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني ابناء الامة الإسلامية.. واخواني من الدول الصديقة.. ارحب بكم في هذا اليوم المبارك.. وفي بلدكم جميعاً.. بلد القرآن.. بلد العروبة.. بلد الانسان.. بلد الحياة الكريمة ان شاء الله.
ارحب بكم واتمنى لكم التوفيق والنجاح.. واطلب منكم اي اقتراح.. او اي كلمة تنفعنا او ترشدنا في مواقفنا في هذا الوقت لانه وقت انتم اعلم مني به.. وقت يتطلب منا جميعاً الحكمة والتفكير العميق في امورنا الداخلية والخارجية.. ويتطلب منا قبل ذلك الوحدة.. الوحدة التي في اعتقادي انه لا يوجد واحد منكم الا ويطلب ربه في كل فرض ان يلم شمل الامة العربية والإسلامية وليس ذلك على الله ببعيد.
اخواني..
الوقت الآن يتطلب منا ضبط النفس والحكمة والكلمة الهادفة.. اقول هذا.. واثني على كل اخواني الكتاب والصحفيين والعلماء والشعراء.. لان الكلمة الطيبة تأخذ الحق البين.
اخواني.. اتمنى منكم كل فيما يخصه ان تسعوا جميعاً إلى لم شمل الامة العربية والإسلامية لان الوقت الحاضر يتطلب من كل فرد منا صغيراً ام كبيراً ام كاتباً ام اديباً ام عالماً ام شاعراً ان يسعى لجمع كلمة الامة العربية والإسلامية لاننا يا اخوان هدف.. ليس المقصود أي بلد.. المقصود العقيدة الإسلامية.. لابد أن نضع ذلك في اعماقنا وفي فكرنا.. ولكن ان شاء الله الاسلام عزيز بالله ثم بأبنائه..
اقول بأبنائه الصالحين.. واقول بأبنائه الوافين لعقيدتهم وايمانهم واخلاقهم وعروبتهم.. وانتم لها.. انتم لها.. زنتم لها.. وكل عربي ومسلم في انحاء العالم يعرف هذا..
اخواني.. لا احب ان اطيل علكيم لانكم تعرفون كل ما في خاطري كما اعتقد.. ومثل ما قلت واعيد واكرر.. الفكر والصبر والتأني والكلمة الطيبة والسعي الحثيث لجمع شمل الامة العربية والإسلامية.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم دار حوار بين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والحضور اتسم بالصدق والصراحة والوضوح.
وفي بداية الحوار اجاب سمو ولي العهد على سؤال عن رأي سموه ان كانت ستقوم حرب على العراق قائلا«ما من شك ان الاسباب كلها توحي بأن هناك حرباً.. ولكن انا في اعتقادي الشخصي والله اعلم انه ليست هناك حرب.. هذا في اعتقادي الشخصي.. لم اسمع شيئا ولم يُقل لي شيء أبداً.. العراق ليس بهين علينا.. العراق جزء من الامة العربية والإسلامية.. العراق شيب وشباب ونساء واطفال سيتأذون اذا حدثت الحرب.. وهذا اعتقادي والجميع يعرف ان الحروب ما افادت احدا.. بل خسارة في خسارة على الفاعل وعلى الهدف.. ولكن نرجوا من الرب عز وجل ان يحدث ما اعتقده وهو ان لا تقوم الحرب مع اني اشاهد الاساطيل ولكن ان شاء الله ما تحدث حرب. واجابة على سؤال عن وجود مبادرة حالياً لمنع الحرب على العراق قال سمو ولي العهد«العرب اذا اتخذت القوة في الامم المتحدة موافقتها لا قدر الله فان لهم مطلبا من الامم المتحدة ان يعطى العرب فرصة للتفاهم مع اخوانهم في العراق.. هذا مطلب العرب وارجو من الله التوفيق».
ورداً على سؤال عن مبادرة السلام التي طرحها سموه في قمة بيروت وامكانية ان يطرح سموه مبادرة اخرى لاصلاح الوضع العربي قال سمو ولي العهد«المبادرة اصبحت الآن مبادرة عربية ولازالت مستمرة.. اما ما تكرمت وطلبت مني أن أعيد الكرة أو أعيد جمع شمل العرب فإني سأقول لكم سراً لا تطلبون مني اكثر منه.. وهو ان المملكة العربية السعودية وجهت اقتراحات لاخوانها واشقائها في الدول العربية وطلبت منهم ان يتقبلوها وان تكون هي الاساس اذا انعقدت قمة لانها في اعتقادي في خدمة العالم العربي والإسلامي وكذلك تعطي الشعوب العربية والإسلامية روح الثقة.. فارجو من اخواني ان يتقبلوها».
وحول سؤال يتعلق بتأكيد سمو ولي العهد على ان الحل الوحيد للازمة هو الوحدة بين الدول العربية قال سمو ولي العهد«اكرر.. اعتقد ان المملكة العربية السعودية ما قصرت.. والتاريخ المنصف اعتقد انه سينصف الشعب السعودي في كل ما عمله دون ذكر لاي شيء.. لاننا ما عملنا الا الواجب على كل مسلم وعربي.. السعودية ابدت رأيها وبعثت به لاخوانها في الدول العربية وارجو وآمل ان يقبل الاقتراح.. وفي اعتقادي اذا قبل فانه سيحل مشاكل كثيرة.. واتمنى من كل قلبي ان يتجه كل عربي وكل مسلم لجمع شمل الامة العربية والإسلامية.. وارجو من الله ان يصفي القلوب.. مع ان القلوب ليس فيها شيء.. ولكن بعض الايدي الخبيثة دخلت فيما بيننا فاطلب من الله عز وجل ان يوفقنا ويوفق زعماء الامة العربية والإسلاميية للاتفاق فيما بينهم لخدمة دينهم وأوطانهم وشعوبهم وهذا الواجب عليهم كما ارجو من الله ثم ارجوكم جميعا من قلوبكم الطاهرة ان شاء الله ان تتجهوا للرب عز وجل بهذه الكلمات.. والله يوفقكم جميعا.
بعد ذلك تناول الجميع طعام الغداء على مائدة سمو ولي العهد.
حضر الاستقبال والغداء صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي وصاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية ونائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني الثامن عشر للتراث والثقافة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز المستشار في ديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالله بن عبدالعزيز ومعالي المستشار في ديوان سمو ولي العهد الاستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري ومعالي رئيس الشؤون الخاصة لسمو ولي العهد الاستاذ إبراهيم بن عبدالرحمن الطاسان..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved