انطلقت مساء اول أمس الاحد ومن خلال النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية فعالية الندوة العلمية«الجهاد والسلام في الإسلام» حيث شارك فيها كل من فضيلة الدكتور جعفر شيخ إدريس، وفضيلة الدكتور عايض بن عبدالله القرني ومعالي الدكتور محمد الاحمدي ابو النور وادار هذه الندوة الدكتور عبدالعزيز الثنيان حيث رحب بالحضور والمشاركين في هذه الندوة، واستهل حديثه بالتعريف بالحاضرين.. حيث عرض السير الذاتية لكل مشارك في هذه الندوة.. ثم قدم مدير الندوة الدكتور الثنيان الفارس الأول وهو د. جعفر شيخ ادريس حيث تحدث عن بعض الشبهات التي تثار في الغرب حول الجهاد.
وأشار إلى وقوع كثير من الغربيين في خلط، فالدين الإسلامي كما يشير د. جعفر- واضح وجلي لأن العقيدة الإسلامية ثابتة فلا تتغير كما في بعض الاعتقادات التي تواترت في بعض العقائد ولاسيما اليهودية والنصرانية.
وأكد د.جعفر على ضرورة أن يكون المعتقد سليماً غير مغيب لمبدأ الاعتقاد السليم.. ثم ختم المحاضر ورقته المقتضبة بالشكر للحضور وإلى القائمين على هذه الندوة المهمة.
بعدها جاء دور فضيلة الدكتور عائض القرني حيث قدمه الدكتور الثنيان بسيرة ذاتية مختصرة ثم قدم ورقته حيث قال إن اشمل تعريف للجهاد في سبيل الله هو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال:«والجهاد هو بذل الوسع- وهو القدرة- في حصول محبوب الحق، ودفع ما يكرهه الحق» وقال في موضع آخر:«وذلك لأن الجهاد حقيقته الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح، ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان».
وقال- رحمه الله- الجهاد فريضة مكتوبة على الأمة كلها، وقد أجمع العلماء على أن جهاد الدعوة والتربية فرض كفاية تقوم به جماعة من الأمة، فإذا تعرضت بلاد المسلمين للعدوان كان الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة، ولن تجد نظاماً عني بالجهاد والجندية وحشد الأمة كلها للدفاع بكل قواها عن الحق كما صنع الإسلام، ورغم أنه دين السلام، يجنح دائما للسلم ويؤثره على الحرب، فإنه لا يرضى لأتباعه المذلة والهوان، ويمقت العدوان والظلم، ومن ثم فرض عليهم إعداد أسباب القوة والعزة.
وقد رفع الإسلام ذكر الجهاد في سبيل الله وأعلى من شأنه، متى تحققت أسبابه وبواعثه، فجعل درجته أرفع الدرجات، ومنزلته أسمى المنازل بعد الإيمان.
وقال ان الجهاد من افضل الاعمال، «قال رجل: يا رسول الله دلني على عمل يعدل الجهاد في سبيل الله، قال: لا تستطيعه، او لا تطيقه، قال اخبرني به، قال: هل تستطيع اذا خرج المجاهد ان تصوم ولا تفطر وتقوم ولا تفتر؟ قال: ومن يستطيع ذلك؟ قال: فذلك الذي يعدل الجهاد في سبيل الله».
وقال: «إن في الجنة لمئة درجة، بين الدرجة الى الدرجة كما بين السماء والأرض، اعدها الله للمجاهدين في سبيله»، كلاهما في الصحيحين.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله»، والجهاد يكون على الاعداء وهم اهل الحرب، واهل الحرب هم الذين يعادون المسلمين، وبينهما قتال، وعلى المسلمين قتالهم.
وختم بالقول ان ادعاءات الغرب بأنه يريد السلام، وحديثه المتكرر عن انتهاء زمن الحرب، وطي صفحة الماضي، والعمل من اجل سلام عادل لمصلحة الاجيال، ليس إلا لذر الرماد في العيون، وهو ادعاء لم تقم بينات تصدقه، بل ان الواقع يصادم مشاريع السلام التي يصوغها رعاة السلام، والجواب ما ترى لا ما تسمع!
وفي نهاية ورقة الشيخ الدكتور القرني شكره مدير الندوة الدكتور الثنيان واذن للمحاضر الدكتور ابو النور الذي بدأ ورقته قائلاً:
قد يتبادر الى بعض الاذهان انه لا علاقة من قريب او من بعيد بين الجهاد والسلام، وذلك على اساس ما يشيع قياساً على الحرب: ان الجهاد يعني القتال الشرس الذي يستتبع سفك الدماء بلا توقف، وتدمير المدن والقرى بدون تورع، وتشريد الالاف فضلا عن الملايين بلا رادع من دين، ولا وازع من ضمير.
وهذا امر يؤازره الواقع، ويشهد له التاريخ، اجل! لكن في الحروب التي يشعلها طغيان القوة، او قانون الغاب، او التكالب على ثروات المستضعف، او السيطرة على سوق المال والتجارة عند الآخر، او الاستهانة بحقوق الانسان، او احلال حضارة الباغي على انقاص حضارة من بغي عليه.
وذلك امر يعترف البغاة به بلا تورية ولا مواربة فهذا هو اطار شال مونتجمري الذي شغل ونصب رئيس اركان حرب القوات البريطانية المسلحة، والذي كان نائباً لقيادة قوات حلف الاطلنطي من عام 1951 1958 يقول:
ان اهم مميزات الجيوش الاسلامية كانت في الروح المعنوية العالية النابعة من قوة ايمانهم بالدعوة الاسلامية.. الى ان يقول:
كانوا يؤمنون ايمانا راسخا بالدعوة الاسلامية ويتحمسون لها ويغارون عليها وأدى هذا الى اعتناقهم مبدأ صلبا هو الجهاد في سبيل الله وقد تغلغل هذا المبدأ في اتباع الرسول.
وفي نهاية هذه الندوة وردت بعض المداخلات والاسئلة التي اجاب عليها المحاضرون.
|