تغطية - علي سعد القحطاني:
ضمن الانشطة المنبرية الثقافية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة جنادرية 18 أقيمت صباح أمس الاثنين ندوة بعنوان «المؤسسات الخيرية» وذلك في قاعة الملك فيصل الرئيسية بفندق انتركونتيننتال.
وقد شارك فيها كل من الاستاذ نهاد عوض والدكتور عبدالرحمن السميط والشيخ عقيل بن عبدالعزيز العقيل وأدارها الاستاذ علي آل عمر عسيري.
رعاية المملكة للعمل الخيري
في البدء أشار الشيخ عقيل العقيل من خلال ورقته التي القاها عن «العمل الخيري السعودي آمال وتطلعات» إلى أن رعاية المملكة العربية السعودية للعمل الخيري يشتمل على عناصر عدة:
أولاً: العمل الخيري في الداخل.
ثانياً: المؤسسات العاملة في الداخل.
ثالثاً: نشأة العمل الخيري في الخارج.
رابعاً: المؤسسات العاملة في الخارج.
ورأى الشيخ عقيل العقيل أن مصادر دعم العمل الخيري السعودي يرتكز على ثلاثة عناصر وهي الدعم الحكومي والدعم الشعبي والأوقاف الخيرية والاستثمارات.
وقد سلط الشيخ عقيل العقيل الضوء على العمل الخيري للمؤسسات السعودية في الخارج وقال: نظراً لتفشي الجهل في كثير من المجتمعات الإسلامية التي هي ميدان لعمل هذه المؤسسات فإن هذه المؤسسات تركز بشكل مكثف على برمج الدعوة إلى الله وتهتم المؤسسات الخيرية بإنشاء المشروعات التي تحتاجها كل منطقة وتتركز هذه المشروعات فيما يلي:
أ - بناء المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية.
ب - حفر الآبار.
ج - تنفيذ المشاريع الطبية من بناء المستشفيات والمستوصفات وغيرها من الأعمال الطبية.
د - كفالة الايتام وغيرها من المشروعات التي تكون الحاجة إليها ماسة.
وإلى جانب ذلك تحرص على الجانب الإغاثي في مناطق الكوارث التي تقع وسط المسلمين في أنحاء العالم ويتم تقديم الأغذية والكساء والأدوية الطبية وغير ذلك يضاف لها تقديم بعض الكتب والنشرات الدعوية بلغة تلك المنطقة ليسير العمل الإغاثي مع الدعوي وبما يكون له من أثر على تلك الشعوب.
آمال وطموحات
وخلص الشيخ عقيل العقيل في ورقته إلى الآمال التي يطمح العاملون في مجال العمل الخيري أن تتحقق له وها هي بعض الأهداف والطموحات التي كانت ولا زالت آمال نتمنى أن تصبح واقعاً ملموساً في المستقبل القريب بمشيئة الله ومنها:
1 - تنمية الموارد المادية بحيث تكون قادرة على تنفيذ برامج وخطط دعوية أكبر.
2 - نشر الدعوة الصحيحة في أصقاع المعمورة.
3 - القدرة على التفاعل مع احتياجات المسلمين في كل مكان.
4 - توحيد الجهود الدعوية والعمل على شمولية أكبر للعمل الدعوي.
5 - الارتفاع بمستوى العمل الدعوي والاغاثي بحيث يتواكب مع التطور المطرد في العالم والاستفادة من كل التقنيات الحديثة.
التجربة في مجال العمل الخيري
بعد ذلك قدم الدكتور عبدالرحمن حمود السميط ورقته عن المؤسسات الخيرية الدعوية مع واقع تجربته في جمعية العون المباشر - لجنة مسلمي افريقيا وقال:
عندما بدأ العمل في بداية الثمانينات على شكل مشاريع محدودة جداً ببناء بعض المساجد في ملاوي لم نكن ندرك ضخامة وخطورة الاوضاع التي تعاني منها المجتمعات المسلمة سواء كانت أغلبية أو أقلية وبالذات ما يتعلق بهويتهم الدينية والحضارية كانت الأهداف محدودة بتقديم بعض المساعدات وبناء بعض المساجد وحفر بعض الآبار.
إلا أننا بدأنا ندرك بسرعة عندما بدأنا نجوب البلدان ونتوغل داخل القارة أن المخاطر والتحديات هي على درجة كبيرة جداً من التعقيد والشراسة.
وتعلمنا في البدايات الأولى أنه من المستحيل التفكير في دعم وترسيخ الهوية الإسلامية للشعوب والمجتمعات المسلمة في افريقيا، من دون العمل على تنمية تلك المجتمعات لأن معظمها كان يعيش في أسوأ دركات التخلف الاجتماعي والاقتصادي وبالتالي تغير مفهوم الدعوة من دلالات المصطلح التقليدي إلى فهم شمولي للنهوض بالمجتمعات المسلمة الافريقية نهضة شاملة.
الدعوة في أدغال إفريقيا
وتحدث السميط عن تجربته في مجال الدعوة وعن البرامج الدعوية التي اثبتت نجاحها والمصاعب فقال: لقد انتقل العمل من شرق القارة الى غربها على المحيط الاطلسي في بضع سنين.. وبقدر ما كنا نكتشف اوضاعاً مرعبة يعيشها المسلمون «على سبيل المثال، لم يكن في جامعة ملاوي طالب مسلم واحد رغم ان نسبتهم كانت حوالي 17% من مجموع السكان..» كنا ننغمس في مجالات جديدة في العمل لم نكن مخططين لها في الاصل، لأنه كان هناك احساس طاغ في نفوسنا بأننا اذا لم ندعم المسلمين في مجالات معينة من التنمية الاجتماعية، فسنكون عندئذ كمن يمارس نوعا من النفاق، لأنه من غير المتصور ان نساهم في تذكير المسلمين بدينهم، ودعوة غير المسلمين الى هذا الدين، بينما هم يتضورون جوعا، وتموت نسبة مرتفعة جداً من اطفالهم بسبب سوء التغذية، او بسبب نقص الاملاح في اجسامهم، او بسبب بعض الامراض المنتشرة التي يمكن مكافحتها بسهولة.. الخ.
المنظمات الإسلامية الأمريكية
والقى الاستاذ نهاد عوض المدير العام بمجلس العلاقات الاسلامية الامريكية «كير» ـ واشنطن نظرة سريعة على اوضاع المنظمات المسلمة الامريكية خلال الفترة منذ احداث سبتمبر 2001م وحتى الآن مع تركيز خاص على حالة المنظمات العاملة في مجال الشؤون العامة والمهتمة بالدفاع عن حقوق وحريات المسلمين والعرب في امريكا وبتشجيع مشاركاتهم في الحياة السياسية والاعلامية الامريكية.كما تطرق الاستاذ نهاد في ورقته الى التحديات والفرص التي واجهتها هذه المنظمات في سعيها لخدمة مصالح المسلمين في امريكا خلال الفترة الاخيرة.
ولتحقيق هذه الاهداف غطت دراسته المحاور التالية:
- تعريف بالمنظمات المسلمة وانواعها المختلفة واتجاهات نموها خلال العقدين الاخيرين.
- دور منظمات الشؤون العامة الخاص في تشجيع التفاعل الايجابي بين المسلمين والمجتمع الامريكي.
- التحديات والفرص التي وجدتها منظمات المسلمين الامريكيين خلال الفترة الاخيرة.
وقد حاول الاستاذ نهاد عوض ان يقدم من خلال ورقته رؤية سريعة وشاملة على اوضاع المسلمين في امريكا خلال الفترة الحالية، وعلى توجهات تطورهم خاصة على الصعيد المؤسسي، وعلى الدور الخاص الذي تلعبه المؤسسات المعنية بتشجيع مشاركة المسلمين في الحياة العامة الامريكية وفي دعم وجود المسلمين الامريكيين على المستويات الاعلامية والسياسية.
وتناول ايضا بمزيد من التحليل التحديات والفرص التي وجدتها منظمات المسلمين في امريكا خلال الفترة الاخيرة، واكد على ظاهرة انتشار تأييد قضايا المسلمين والعرب في الاوساط الطلابية والسياسية الامريكية الليبرالية مثل المنظمات الطلابية وجماعات حقوق الانسان والحقوق المدنية والجماعات المهتمة بالدفاع عن حقوق الاقليات.
|