أيا كانت الحرب التي ستشن على العراق، خاطفة، أو متوسطة الزمن، أو الحرب الطويلة، ستكون نتائجها كارثية، فالحرب الخاطفة ستكون آثارها جسيمة على الشعب العراقي الذي سيخسر الكثير من منشآته العسكرية والاقتصادية ويفقد عدداً كبيراً من مواطنيه عسكريين ومدنيين.
أما الحرب المتوسطة فستكون آثارها مدمرة للعراق بصفة خاصة، ومؤذية للدول المحيطة به، وبالذات الكويت وتركيا والأردن وإسرائيل، وكل الدول التي تشارك أمريكا في الحرب، إذ إن استمرار الحرب يعني أن القوات العراقية لديها القدرة على المقاومة ونقل المعارك إلى خارج أراضيها وهو ما يعني إيذاء الدول التي شاركت في الحرب وسمحت بأن تكون أراضيها منطلقا للقوات التي هاجمت العراق.
أما إذا طالت الحرب فستكون آثارها مدمرة وكارثية على العراق وعلى الدول التي شاركت في الحرب وعلى الأسرة الدولية بأسرها، وستكون الخسائر البشرية مهولة، والخسائر الاقتصادية ستكون مدمرة لكثير من الدول، وبالذات التي تتورط بالحرب، بل حتى الدول المحيطة بالعراق التي ستتعرض منشآتها النفطية والإنتاجية إلى ضربات عراقية انتقامية. ومع أن احتمال إطالة الحرب لا تتعدى نسبته ثمانية في المئة من الاحتمالات الأخرى، إلا أنه احتمال قائم يأخذه المحللون الإستراتيجيون بجدية، ويضعون لهذه الحرب المحتملة سقفاً زمنياً في حدود ستة أشهر يكون العالم بأسره منشغلاً بهذه الحرب التي تكاد تكون حرباً عالمية ثالثة مصغَّرة وخصوصاً أن احتمالات استعمال أسلحة الدمار الشامل سواء من العراق أو إسرائيل أو حتى من الدول التي ستتحالف مع أمريكا احتمال وارد جداً.
الأخطر من كل ذلك ما يتبع الحرب الطويلة أو المتوسطة وحتى الخاطفة، فإنها ستترك آثاراً مدمرة طويلة، أحدها تدمير الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة وفي أماكن كثيرة من العالم، إذ ستقسم دول في المنطقة ومنها العراق الذي سيقسم إلى أربع «دويلات»، وتركيا المهددة بسلخ المناطق الجنوبية منها، وإيران التي يراد تقسيمها إلى خمس دويلات، ودول عربية أخرى يُراد تقسيمها واستهدافها حتى يُتاح لإسرائيل أن «تتسيَّد» هذه الدويلات التي ستصبح مجرد كيانات صغيرة محرومة من ثرواتها وقدراتها، وستكون أقل شأناً وإمكانية من الكيان الصهيوني الذي سيصبح الأكثر شأناً من كل الكيانات المستحدثة حوله.
| 
