Tuesday 14th January,2003 11065العدد الثلاثاء 11 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مباحثات للأسد في طهران يوم الأربعاء مباحثات للأسد في طهران يوم الأربعاء
تكثيف دبلوماسي لتجنيب المنطقة احتمالات الحرب

* دمشق - الجزيرة - عبدالكريم العفنان:
أوضح مصدر دبلوماسي في دمشق ان الرئيس السوري بشار الأسد والذي سيصل إلى طهران يوم الأربعاء سيبحث في أشكال التنسيق الضرورية لابعاد شبح الحرب عن المنطقة، خصوصاً مع تزايد إرسال القوات العسكرية الأمريكية باتجاه الشرق الأوسط.
وقال المصدر في تصريح للجزيرة إن هذه الزيارة لا تنفصل عن الجهود الدبلوماسية لكل من سورية وتركية وإيران لايجاد مخرج سلمي للأزمة، رغم ان هذه الدول تتحرك ضمن محاور متعددة. وقال المصدر إن المباحثات ستشكل أيضاً مرتكزاً جديداً للعلاقات بين دمشق وطهران، خصوصاً أنها الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس السوري إلى إيران، رغم العلاقات المتميزة بين البلدين. وركز المصدر على ان الزيارة تأتي وسط تكثيف التحرك الدبلوماسي اقليمياً لتجنب حرب محتملة، حيث تتجه كافة الجهود للضغط من أجل وضع آليات قادرة على التأثير دولياً، وذلك قبل ان تقدم لجنة التفتيش تقريرها الثاني إلى الأمم المتحدة نهاية الشهر الحالي. لأن المرحلة الحرجة ستبدأ في شهر شباط القادم، وذلك بعد ان تكون نتائج عمليات التفتيش ظهرت بشكل قوي، وبين المصدر ان هناك حرصا من دول المنطقة لعدم دفع الأمور باتجاه التأزم، وهي تحاول العمل بشكل هادئ رغم الحالة الضاغطة، فهناك رغبة لدى كل من سورية وإيران في عدم التسرع في استباق نتائج أي محادثات، لأن الأزمة الحالية معقدة ومرتبطة بأكثر من طرف دولي وإقليمي، لكن المؤشرات حسب نفس المصدر توضح:
- محاولة إقليمية لتطويق الأزمة الحالية وذلك بعيدا عن أي تحضيرات دولية، لأن معظم دول المنطقة تعتقد ان أسباب الحرب أو السلام متوفرة في نفس الوقت فهناك نية لحل هذه الأزمة بهدوء، حسب نفس المصدر، وذلك عبر العلاقات التي تملكها هذه الدول مع الحكومة العراقية والمعارضة في آن.
- إعادة صياغة العلاقات الإقليمية على أساس ما أعطته تجربة الأزمة العراقية. فمن المتوقع ان يتم التركيز على طبيعة هذه العلاقات بحيث لايتم النفاذ إليها أو تأثير فيها لتغير الخارطة -السياسية للمنطقة. وقال المصدر إن الأزمة العراقية أوضحت ان ترك أي خلل استراتيجي في العلاقات الإقليمية يمكن ان يؤدي إلى أزمة أو حرب تؤثر على الجميع. وربط المصدر بين زيارة الرئيس السوري والتحرك الكثيف الذي تشهده طهران، والجهد الدبلوماسي الذي تقوم به أيضاً سورية من خلال مباحثاتها سواء مع الجانب التركي، أو مع أطراف المعارضة العراقية، أو حتى مع باقي الدول العربية لمحاصرة الأزمة العراقية وما يترتب عليها من نتائج.
- البحث عن أشكال تمنع إسرائيل من استغلال التوتر الحالي لتصعيد اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني. وبين أن هناك اتجاها أوروبيا واضحا للتركيز على المسألة وهو ما يفتح آفاقا جديدة للعمل السياسي بهذا الاتجاه.وقال المصدر إنه لا توجد مبادرة معينة يمكن ان يبحثها الجانبان السوري والإيراني، وذلك على اعتبار ان المسألة ما تزال في أروقة الأمم المتحدة؛ ومساعي الهيئة الدولية لم تنته بعد لكنه اعتبر ان التنسيق السياسي بين البلدين ومع أطراف عربية وإقليمية أخرى، مثل تركية والسعودية والكويت، تؤدي إلى حالة دولية تقلل من احتمالات الحرب. وهذا بحد ذاته يعتبر تقدما باتجاه إبعاد شبح الحرب عن المنطقة وقال المصدر إن الحشود العسكرية التي تشهدها المنطقة اليوم تدفع كلا من إيران وسورية للقلق من أي حرب محتملة، إلا ان هذا لايعني ان دمشق وطهران يعتبران ان الحرب واقعة بالضرورة.
وأوضح المصدر ان طهران ودمشق سيبذلان جهودا سياسية مكثفة خلال المرحلة القادمة، وذلك من أجل التركيز على الموضوع الأساسي والمتعلق بالاحتلال الإسرائيلي وبما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من تصعيد يطال المنطقة ككل.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved