* واشنطن أ ف ب:
ذكر مصدر قضائي أن خبيراً عسكرياً أمريكياً سابقاً متهما بعرض معلومات سرية على العراق وليبيا والصين بدأت محاكمته أمس الاثنين ويمكن أن يحكم عليه بالإعدام.
وقال متحدث باسم وزارة العدل الأمريكية مارك كورالو إن محاكمة برايان ريغن «40 عاماً» السرجنت السابق في سلاح الجو الأمريكي افتتحت أمام المحكمة الفدرالية في الكسندريا في فيرجينيا «شرق».
وقال كورالو إن قسماً من عناصر ملف الاتهام التي ستقدم إلى المحكمة ستكون «سرية» وبالتالي فإن المناقشات حولها ستجرى في جلسة مغلقة.
وفي حال صدر حكم بالإعدام على ريغن، فإنها ستكون المرة الأولى التي تفرض فيها هذه العقوبة بتهمة التجسس منذ 1953 عندما نفذت في جوليوس روزنبرغ وزوجته اللذين أدينا بتسليم الاتحاد السوفياتي وثائق سرية تتعلق بالقطاع النووي.
وتمكن حتى أخطر الجواسيس الذين كشفوا في التسعينات وبينهم الدريش ايمز في وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» وروبرت هانسن في مكتب التحقيقات الفدرالي «اف بي آي» اللذين أدت نشاطاتهما لحساب موسكو إلى مقتل عملاء أمريكيين في الخارج، إلى التوصل إلى اتفاق مع النيابة العامة لتجنب ان تطلب تنفيذ حكم الإعدام بحقهما.
إلا أن ريغن متهم بعرض خدماته على العراق الذي تشن عليه الولايات المتحدة حالياً حملة عنيفة، وعلى ليبيا والصين.
وتفيد الوثائق القضائية أن المتهم الذي كان يعمل حتى تاريخ توقيفه في آب/اغسطس 2001 في مكتب الاستطلاع الوطني، الوكالة العسكرية التي تدير أقمار التجسس الصناعية الأمريكية، رسالة إلى الرئيس العراقي صدام حسين عرض فيها أسراراً عسكرية مقابل الحصول على مبلغ 13 مليون دولار بالفرنك السويسري.
وأفاد مسؤولون في وزارة العدل أن ريغن عبّر في الرسالة التي عثر عليها في ذاكرة حاسوب في منزله أن استعداده «للانصراف إلى التجسس على الولايات المتحدة عن طريق تزويد العراق بمعلومات سرية للغاية».
وعبّر ريغن الذي كان يعمل في تفكيك رموز معلومات مشفرة تنقلها الأقمار الصناعية، كذلك في الرسالة عن استيائه من تعويضه التقاعدي الضئيل، مدعياً أنه عميل سابق في الاستخبارات الأمريكية.
وقالت المصادر نفسها إن المعلومات التي كان ريغن يعرض بيعها تتعلق بالأقمار الاصطناعية وكانت ستسمح للعراق بإخفاء أسلحة دمار شامل وتزيد من الأخطار التي تواجهها الطائرات الأمريكية والبريطانية أثناء تحليقها في منطقتي الحظر الجوي اللتين فرضتهما لندن وواشنطن في شمال وجنوب العراق.
وأكد النائب العام بول ماكنولتي أن «المتهم تسبب عمداً بخطر الموت للآخرين، وبالتحديد لطيارين أمريكيين وحلفاء يحلِّقون في منطقتي الحظر الجوي».
وتذكر الوثائق القضائية أن ريغن وجه رسالة مماثلة إلى الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقالت وزارة العدل إن مكتب التحقيقات الفدرالي «اف بي آي» كان يراقب ريغن وأوقفه في مطار واشنطن، بينما كان يستعد للتوجه إلى زوريخ «سويسرا».
وقد كان يحمل صوراً سرية التقطتها الأقمار الاصطناعية الأمريكية لقاذفات صواريخ أرض جو عراقية وصينية وأرقام هواتف الممثليات الدبلوماسية العراقية والصينية والليبية في سويسرا والنمسا وفرنسا.
|