عند الساعة الواحدة ليلاً كنت في سفينة التفكير أبحر في الخيال، تغلبت على الرياح والأمواج حتى غرقت في نوم عميق. أثناء نومي شعرت بكف تلامس خدي حسبتها حلماً، ولم أجعل لها اهتماماً ولكن برودة الكف التي لامستني جعلتني استيقظ ولم أجد أحداً أمامي وما زال الشيء يلامسني، استعذت بالله من الشيطان وقرأت المعوذتين وما زالت هذه الكف تلامس خدي.
نظرت الى الباب فوجدته مفتوحاً وتذكرت هذا اليوم الوحيد الذي لم أغلق فيه باب الغرفة. تحولت رويداً رويداً حتى رأيت امرأة تقف خلفي لأنهض مذعوراً.
من أنت؟
ماذا تريدين؟ قلتها وأنا منفعل.
أريد منك كلمة واحدة فقط. رددتُ: ما هي الكلمة التي تريدينها؟
فقالت: أن تقول لي أحُبك.
استرجعت أنفاسي وجففت عرقي الذي بلل ملابسي فقلت لها ماذا تستفيدين منها؟
سوف أكون أسعد إنسانة في الدنيا، وتزول عني الهموم التي أحملها منذ ذلك اليوم وتعني اليوم الذي افترقنا فيه وبعدها أحسست أنها جاءت تعتذر عن غلطتها وعادت المياه لمجاريها.
قلت لها: أحبك... أحبك... أحبك.
فظهرت ابتسامة عريضة على وجهها ولكن كانت آخر ابتسامة رأيتها بها، لقد غادرتْ المكان دون ان أشعر بها، فالتفتُ يميناً ويساراً فلم أجدها وأخذتُ أبحث عنها في فناء المنزل ولكن دون جدوى.
أخذت أنادي وفاء- وفاء- وفاء....
حتى استيقظت أمي على صوتي وقالت: ماذا بك يا بني؟ ومن هي وفاء؟ فقلت لأمي إنه حلم مزعج.
رجعت لغرفتي لا أصدق أنها فارقتني، أصبحت أنا الذي أبحث عنها. وكلما قابلت أحداً أسأله، سألت الأمواج والنجوم: هل رأيتِ وفاء؟ فقالت: لا، وسألت نسائم الليل هل رأيتِ وفاء؟ فقالت: لا.
فأسألك أيها القمر: .. هل رأيت وفاء حقاً؟
|