عندما تتحوَّل حنجرة المطرب الى «بغيّ» لا بد أن تدفع لها لكي تتمكن من الوصول اليها كشاعر.. تسقط الاغنية في مستنقع القادرين.. والقادرين فقط!!
* وهنا ينتعش حراج الشعر ومزاد البيع والشراء وتبتذل الكلمة بين مطرقة حنجرة معروضة للتأجير وسندان شاعر لا يشبه الا «مشعل الليل» في طاش!!
* وسط هذه الاجواء برز ما يسمى ب«الشاعر المنتج» الذي استطاع بإمكانياته المادية لا الابداعية ان يمتلك زمام حناجر المطربين النجوم بشكل خاص.
* وفي هذا السياق أتذكر ما قاله لي مبدع استثنائي عندما سألته عن اسباب تقلص حضور كلمته الجميلة في البومات النجوم بعد ان كانت غاية ما يتمنون فقال «هناك ورقة اخرى يبحث عنها الفنان او الشركة المنتجة حالياً الى جانب ورقة النص الشعري واذا كانت حناجر المطربين قطعة سكر فلست انا بالذبابة التي تتهافت عليها».
* والمؤسف ان الكثير من الشعراء المنتجين الاسخياء لم يمتلكوا حناجر المطربين فقط، بل بعض اقلام الصحافة الفنية ومحرريها ممن حوّلوا زواياهم وصفحاتهم الى شقق مفروشة!!
* وبدلاً من ان يمتلك المحرر الفني زمام الامور ويمارس دوره بضمير مهني وموضوعية ويفرض احترامه في اوساط الحركة الفنية اصبح أجيراً وتابعاً للفنان النجم او للشاعر المنتج يملي عليه ما يرضي غروره والثمن يكون بخساً احياناً كدعوة الى حفلة او مهرجان او رقم الموبايل الخاص للنجم وربما مجرد صورة مع الفنان!! يا بلاش.
* في هذا المستنقع امتلك الفنان اوراق اللعبة ومعه الشاعر المنتج وتحكَّما في بوصلة الصحافة الفنية مستغلين هذه الفجوات والتنازلات لركن المحرر النزيه على الرف ما دام في المزاد بضاعة رخيصة.
* لا أقول هذا حسداً للشاعر المنتج اذا كان بالفعل شاعراً حقيقياً.. وانما محاولة للبحث عمن ينصف المبدعين الغلابة او الواثقين من انفسهم ومن نصوصهم والذين لا يقبلون على انفسهم التورّط في هذا المستنقع الذي اسهم في حرماننا من سماع الكثير من النصوص الجميلة والمختلفة عن السائد المبتذل.
* وكذلك لتعزيز موقف الصحافة الفنية التي تحترم دورها ومكانتها.
***
* «السلام والغمام والحمام عليك ولك ومنك قرأت عمودك..لا بل شربت من معينك في صحيفة الجزيرة عن اللهلبة وفنونها فارتويت..
اقتربت من عود ثقابك فاشتعلت.
اعجبني جداً ما طرحته ولفت نظري رشاقة عبارتك وحدة فكرتك.
أشكرك وأطالبك بالمزيد من هذه الاشراقات الساطعة»
أخوك نواف الدبيخي
- أستميحكم العذر ان مارست بعض النرجسية وأنا انشر هذه الرسالة من شاعر مبدع بحجم نواف الدبيخي.
لكنها محاولة للاعتراف بتقصيري وبكرمه الذي لا يشبه إلا جمال حرفه وبياض قلبه المسكون بالحب والحب فقط.
شكراً كثيراً لهذه المصافحة التي جعلت نهاراتي تزهو وتزهر بأمثالك.
فاكس 6756400
|