أرسل الأستاذ زياد الدريس رئيس تحرير مجلة المعرفة استبياناً بمناسبة عقد ندوة «ماذا يريد المجتمع من التربويين وماذا يريد التربويون من المجتمع».. وطلب تحديد ثلاثة أشياء مطلوبة من التربويين.
احترت في تحديد ثلاثة متطلبات يمكن ايجازها في ثلاثة أسطر.. وهي المساحة المتاحة في الاستبيان.
وتساءلت، من المقصود بالتربويين؟ هل هم المعلمون؟.. أم وزير المعارف والفريق العامل معه؟
وماذا عن التربويات.. هل الندوة ستغطي ما يريده المجتمع من التربويات؟ وماذا يردن هن من المجتمع؟
وهل وزير التعليم العالي وأساتذة الجامعات مشمولون مع التربويين؟
يضاف إلى ذلك، هل المطلوب معرفة المطالب المثالية الصالحة لكل زمان ومكان.. أم الاقتصار على المطالب العملية الصالحة لهذا الزمن فقط، زمن ما بعد 11 سبتمبر.. والملائمة لبلادنا.. المملكة العربية السعودية فقط؟
إذا كان المعلمون هم المعنيون، هل هم الذين تخرجوا قبل منتصف الثمانينيات الميلادية.. حيث فائض الوظائف وندرة الموظفين.. ومع هذا اتجهوا للتعليم، ام هم معلمو التسعينيات الذين عملوا في التعليم ليس حباً فيه بل لأنه الوظيفة المتاحة آنذاك؟
ثم هل المطالب التي يريدها المجتمع من معلمي المرحلة الابتدائية هي المطالب نفسها التي يريدها من معلمي المرحلتين المتوسطة والثانوية؟
على كل حال، إذا كان المقصود بالتربويين هم المعلمون، فمطالبي هي:
* في الابتدائية.. ان يعلم المعلم طفلي القراءة والكتابة، وان يخاف الله في تعامله معه.
* وفي المتوسطة.. ان يكون قدوة صالحة.. ويشجع تلاميذه على القراءة.
* وفي الثانوية.. ان يلتزم بتدريس المنهج دون خروج عن النص.. أو ابداء آرائه الاجتماعية أو الأخلاقية أو السياسية.
أما إذا كان المقصود بالمربين وزير المعارف والفريق العامل معه فأريد منهم:
* ألا يضعفوا أمام أي ضغط.. مهما كانت جهته.
* ان يسعوا إلى ان يكون نصاب المعلم من الحصص أقل.. وان يكون التلاميذ في الصف أقل.. وان يكون الصف في مبانٍ مصممة أساساً كمدارس.
* أريد منهم مراجعة عدد المواد.. وهل تدريس ثماني عشرة مادة في الفصل الدراسي الواحد أفضل للطالب.. أم تدريس خمس مواد؟
* أريد ان تنشغل وزارة المعارف بالتربية والتعليم.. وتترك ما سوى ذلك لجهات مختصة.
وإذا كان وزير التعليم العالي مقصوداً وتشمله الندوة فأود الاجابة عن هذين السؤالين:
* هل هدف التعليم الجامعي تنشئة عقل أم إعداد للعمل؟
* وما هو الرأي بهذه المقولة؟.. لو لم يأت من التوسع في التعليم الجامعي إلا اشغال المراهق بالدراسة حتى يتجاوز 22 عاماً لكفى.
بعد ان أنهيت كتابة مطالبي.. التقيت مدرساً صديقاً.. سألته ماذا يريد بصفته فرداً من أفراد المجتمع - وان كان مصنفاً في «قائمة التربويين» - قال: أريد ان ينظر في صلاحية المدرسين.. فبعضهم قد انتهت صلاحيته.. وبعضهم وضع في الابتدائية وهو لا يصلح نفسياً وشخصياً إلا لتدريس طلاب المرحلة المتوسطة أو الثانوية.. وطالب ان يفحص كل معلم بشكل دوري بحيث يجتاز امتحاناً تحريرياً ومقابلة شخصية.. أو يحول لعمل إداري آخر.
ختاماً: أود ان أهنئ وزارة المعارف، على خطوتها الرائدة.. على مستوى المملكة وربما العالم العربي، المتمثلة في استطلاع رأي المجتمع السعودي، وبشكل مفتوح حول موضوع مهم هو: «ماذا يريد المجتمع من التربويين؟» ولعل هذه هي المرة الأولى «تاريخياً» التي تتخذ فيها مثل هذه الخطوة باستفتاء المجتمع في شأن عام من خلال إعلان إذاعي.
|