Tuesday 14th January,2003 11065العدد الثلاثاء 11 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مواقف صحفية «6» فضائية «اقرأ» والصوفية..! مواقف صحفية «6» فضائية «اقرأ» والصوفية..!
عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس

قبل الحديث عن الموقف الصحفي الذي أريد الحديث عنه أبدأ بالإشارة إلى البرنامج الذي بثته قناة «اقرأ» الليلة قبل الماضية وهو حلقة من برنامجها العام «قبل أن تحاسبوا».
وخصصت هذه الحلقة للمناظرة بين مجموعة من العلماء المصريين، أهل السنة والجماعة.. ومجموعة من الصوفية.. أربعة من كل فريق..
كانت حجج كل من الطرفين غير متكافئة من حيث الاتكاء على الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة.. وما كان عليه الصحابة.. والقرون الثلاثة المفضلة.. وما حدث بعد ذلك من البدع والخرافات التي وصل بعضها إلى الشرك الأكبر.. مما شوه صورة الإسلام وألبسه ثياب الدراويش والمعاتيه «جمع معتوه» ومسلوبي الفهم الصحيح للأعمال التي يتقرب بها إلى الله.
كانت أدلة وحجج العلماء السلفيين المصريين في هذه المناظرة هي القرآن والسنة النبوية وما درج عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته.
أما الفريق الصوفي.. فقد ضاع ضياعاً مخزياً في هذه المناظرة.. فهو لم يستطع أن يورد ما يسند حجته.. أو مذهبه المبتدع.. إلا استغاثة الخليفة عمر بن الخطاب بالعباس بن عبدالمطلب رضي الله عنهما وهي استغاثة بالأعمال الصالحة لحي قادر.. ولو كانت الاستغاثة بالأموات جائزة لاستغاث عمر بأشرف الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم..!
والشفاعة والاستغاثة بالحي القادر جائزة في الإسلام، في الجوانب التي يقدر عليها.. ومنها جانب «الدعاء» والتقرب إلى الله جل وعلا بالأعمال الصالحة.. وحديث «الثلاثة» الذين انطبق عليم «الغار» معروف في هذا المجال.
وقد أورد البرنامج لقطة مطولة من «عبادات» الصوفية التي يعتبرونها «ذكراً لله»..! وهي رقصة تتمايل فيها الرؤوس والأرجل والظهور انحناءات يميناً وشمالاً وتحت وفوق..! مع نشيد جماعي.. يختم بكلمات «الله الله، هو، هو، هو» .. الخ.
فأي تقرب إلى الله بهذه البدعة التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأمر بها ولا فعلها أصحابه الذين هم رمز الاتباع والطاعة لله ورسوله. ومثل ذلك صورة الذين يتمسحون بقبر الحسين..!
ويا ليت «قناة اقرأ» تعيد بث هذه الحلقة والحلقات المماثلة لها لعل الله أن يمن على هؤلاء المبتدعة بالتوبة إلى الله والاكتفاء بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه دون زيادة في الدين هي في حد ذاتها «نقص» في إيمان هؤلاء المبتدعة.. إن لم تكن متجاوزة النقص إلى «إحباط» الأعمال..!
كالذين يزورون القبور.. ويطلبون منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات.. وشاهدت وسمعت من بعضهم من يقول «يا فلان أشف زوجتي.. يا فلان أنا تعبان وفقير وعندي عيال و..» الخ فهذا موجود في بعض البلاد العربية، مع شديد الأسف.
بل تعرفت على رجل يصلي في المسجد الذي أصلي فيه.. ودعوته إلى البيت الذي أسكنه في القاهرة.. فعرفت منه أنه «يذبح» كل عام كبشاً عند قبر «السيد البدوي» في طنطا تقرباً إليه باعتباره «ولياً»! وحاولت إقناعه بأن هذا العمل مفسد لعمله الذي يحافظ عليه جيداً.. وهو الصلاة وتلاوة القرآن وقد أشعرني بأنه نادم على ما كان يفعل.. وأنه عازم على ترك هذه العادة.. وأرجو أن يكون قد تاب توبة نصوحا.
وقد دخلت مع إمام مسجد آخر.. ومع «طائف» على قبر الحسين.. ومتمسح بجدرانه.. في حوار ساخن ونشرت ذلك الحوار في إحدى صحفنا المحلية منذ سنوات طويلة..
وأرجو أن يكون هو موضوع المقال القادم إن شاء الله .

يتبع

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved