للأسف ان بعض «تربيتنا».. ترسخ مفهوم «البذل» وان الناس للناس هكذا بصورتها المفرطة.. فيكبر الانسان وهو لا يعي بذاته.. ولا يقدرها.. فكل ما في يديه لاخوانه وربعه وجماعته.. كل ذلك باسم الكرم والايثار المبالغ فيه.. هذا أحد أهم المنعطفات التي تشكل إنساناً بلا «ذات».
والخطأ هنا ليس في الايثار والبذل كقيمة اجتماعية عالية ولكن في الافراط فيهما بالصورة التي تلغي كيان الانسان حتى ان البعض ممن يعيشون هذا الخطأ.. يتوقع أنه اذا أخذ حقاً لنفسه.. وخدم نفسه في جانب معين.. يشعر بتأنيب الضمير وكأنه أخطأ خطأ فادحاً.. ويقول لنفسه: «ما هذه الأنانية»؟؟ كأقسى ما يكون السؤال!!
إذا قدّر الانسان نفسه.. عرف ما لها وما عليها.. وعرف متى يقول لا ومتى يقول نعم.. اما النرجسية فكثيراً ما يقول صاحبها «لا» للناس.. فيما يقول «نعم» لنفسه في كل الأحوال.
ان حياتنا بصورتها السلبية هي نتاج «تربية» سلبية أقحمنا في دوامتها رغما عنا.. وتشكلت شخصيتنا كما يريد «الآخرون» وليس كما نريد نحن.
فهل الأفضل ان يعيش الفرد كما يريدون «هم» بجوانبها السلبية أم كما يريد «هو» بجوانبها الايجابية التي نطمح إليها؟
القرار النهائي بيد الفرد وليس بيد أحد غيره.. ماذا تريد ان تكون؟ هذا هو السؤال اذا قلت أنا أعرف ماذا أريد ولكن صعب التطبيق؟ نقول: انك ما زلت تعيش أثر التربية السلبية.. فأنت في الحقيقة لست أنت.
ان الفاصل بين ما تريد وما وجدت نفسك فيه.. فقط «قرار وفعل».
ساعتها يراك الناس.. أنت أنت، وإذا لم تفعل.. سيراك الناس «هم» في صورة «أنت» الظاهرية.. والحقيقة أنك «هم» وليس «أنت» قل للناس أنك «أنت» وسيتعامل معك الناس على أنك «أنت» كما أنت كما أردت أن تكون.
|