عقار يسبب أمراض القلب والشرايين والجلطات الدماغية وسرطان الثدي
أوقفت الدراسات والتجارب الطبية التي كانت تجرى على العلاج بهرموني الاستروجين والبروجستين للنساء ممن دخلن في سن اليأس بعد انقطاع الطمث.وقد صدرت مؤخراً نتائج دراسات طبية مفصلة قام بإجرائها المعهد الصحي القومي في الولايات المتحدة الأمريكية وتم نشرها في مجلة الجمعية الأمريكية الطبية في يوليو 2002م وتناولت الدراسة ما يزيد على 1600 من النساء الأصحاء ممن انقطعت لديهن الدورة الشهرية بعد دخولهن في سن اليأس وممن لم يحصل لهن إزالة لأرحامهن لأي سبب من الأسباب.
وقد أعطيت لما يقرب من نصف هذا العدد السابق من النساء هرموني الاستروجين والبروجستين بشكل يومي منتظم.وتم إيقاف هذه الدراسة بعد حوالي خمس سنوات والتي كان مقرراً لها مدة عشر سنوات تقريباً نظراً لما سببته من الهرمونات التعويضية من مخاطر صحية على تلك النساء اللاتي استخدمتهن متمثلة في ازدياد نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين بنسبة 22%، ازدياد الإصابة بالجلطات الدماغية بنسبة 44%، ازدياد الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 29%، وازدياد الإصابة بتجلطات الشريان الرئوي إلى الضعف وفي مقابل ذلك فإن العلاج الهرموني التعويضي كان فعَّالاً للتخلص من أعراض نقص الأستروجين كالهبات الحارة وتقلب المزاج وجفاف المهبل وبما أن مخاطر العلاج الهرموني تفوق كثيراً فوائده كما يتضح مما سبق فإنه يعتقد أن تقوم نتائج هذه الدراسة بتغيير جذري حول جدوى استخدام الهرمونات التعويضية بعد انقطاع الدورة الشهرية عند النساء وتغيير نظرة الأطباء والمريضات على حد سواء لما يتبع استعمالها من مخاطر صحية، وتقوم حالياً حوالي ستة ملايين امرأة ممن يستخدمن هذا النوع التقليدي من العلاج الهرموني التعويضي بإعادة النظر في ذلك التفكير بالتحول إلى أنواع أخرى من العلاج الهرموني قد تكون أكثر أماناً.
وقامت الأبحاث المتواصلة من لدن الخبراء بطرح عقار «E V I S T A» «ايفستا» الذي يتميز بتركيبته الكيميائية غير الهرمونية التي تحمل الخصائص المفيدة للأستروجين كقدرته على زيادة كثافة العظم وتقليل الإصابة بالكسور في سن اليأس وكذلك تنقيص الكوليسترول في الدم بما في ذلك النوع السيئ المرتبط بالجلطات القلبية والدماغية دون التأثير على الثدي أو الرحم سلبياً بما يحدث زيادة في نسبة الإصابة بالسرطان.
وأخيراً فإن الجمعية الأمريكية لأمراض النساء والولادة تنصح حالياً أطباءها بعدم استخدام الأستروجين والبروجستين معاً إلا في أضيق الحدود كوجود أعراض شديدة من نقص الأستروجين ولمدة محدودة بسيطة لا تتجاز سنة أو سنتين على أكثر تقدير.
|