Monday 13th January,2003 11064العدد الأثنين 10 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أخصائية أمراض النساء والتوليد بمركز النخبة الطبي الجراحي أخصائية أمراض النساء والتوليد بمركز النخبة الطبي الجراحي
عمليات جراحة المهبل التجميلية بين الضرورة والرفاهية

انتشرت في الآونة الأخيرة ليس في المجتمعات الشرقية فحسب بل وفي المجتمعات الغربية عمليات تجميل المهبل لإعادة شد العضلات المحيطة به خصوصاً بعد تكرار الحمل والولادة. وقد أخذ العديد من الأطباء يمارسونها لعدد كبير من السيدات حتى وإن انتفت لديهن أي علة مرضية تستوجب إجراء مثل هذه الجراحة بل وأصبحت تجرى تحت هذا المسمى العديد من العمليات الوهمية في المستوصفات والمراكز الطبية الصغيرة داخل العيادات الخارجية وتحت تأثير المخدر الموضعي حيث يتم إقناع المريضة بأنه قد تم إجراء العملية لها على أكمل وجه بينما يعد ذلك ضرباً من الوهم والخداع.
إن جدار المهبل محاط من حوله بعضلات الحوض والتي تقوم بدعمه وتقويته ولكن هناك العديد من العوامل التي قد تشكل خطراً على هذه العضلات الداعمة مما يؤدي إلى هبوط وارتخاء في جدار المهبل أو سقوط مهبلي كما يدعوه البعض، ومن هذه المخاطر:
1- تلف الأعصاب المؤدية إلى هذه العضلات أو تعرضها للإصابة أثناء الولادة أو أثناء جراحات الحوض مما يؤدي إلى ضمور أو ضعف في تلك العضلات وفقدانها لوظيفتها الداعمة للمهبل.
2- الإصابات المختلفة أثناء الولادة خصوصاً في الولادات المتعسرة وحالات الولادة بالملقط الجراحي.
3- تقدم العمر ونقص هرمون الاستروجين.
إن السقوط المهبلي ينقسم إلى أنواع عديدة وإلى درجات متفاوتة تتراوح ما بين الحالة البسيطة إلى الحالة الشديدة ولذلك تأتي هنا أهمية ودور الطبيب المعالج في تشخيص نوع ودرجة السقوط المهبلي عن طريق أخذ التاريخ الصحي المفصل للمريضة ومعرفة إن كان هناك أي مشاكل تتعلق بصعوبة التحكم في عملية التبول أو التبرز ثم يقوم بإجراء الفحص الطبي الشامل للمريضة وعمل بعض الفحوصات الخاصة بعملية التبول والقدرة على التحكم في إخراج البول حتى يصل أخيراً إلى النقطة الأساسية والجوهرية في موضوعنا ألا وهي كيفية العلاج وضرورته بالنسبة للمريضة.
إن المريضة التي تعاني من سقوط مهبلي يصاحبه مشاكل في التبول أو التبرز أو في العلاقة الزوجية تحتاج بالفعل إلى علاج يتدرج حسب تدرج صحوة الحالة وفي الغالب فإننا نبدأ بالعلاج غير الجراحي والذي يعتمد على:
1- الإقلاع عن التدخين.
2- تخفيض الوزن.
3- علاج الإمساك المزمن.
4- التعويض بالهرمونات «كهرمون الاستروجين» حيث ان هذا الأسلوب العلاجي يناسب الحالات البسيطة فيعمل على تحسين مرونة عضلات المهبل وزيادة سمك الغشاء المخاطي المبطن له وتحسين الدورة الدموية المحيطة به.
5- التمارين المقوية لعضلات الحوض وأشهرها تمرين «Kegal» وهو يعالج حالات السقوط المهبلي البسيطة والمتوسطة، أما العلاج الجراحي ففي الغالب يلجأ له الطبيب في حالات السقوط المهبلي الشديدة وهو عدة أنواع منها الإصلاح المهبلي الأمامي أو الخلفي أو كلاهما معاً وعملية إصلاح العجان وكل هذه العمليات تجرى عن طريق المهبل وتحت تأثير المخدر الكلي كما أنه قد نضطر أحياناً في بعض الحالات إلى إجراء عملية لتثبيت جدار المهبل والبروز العظمي للعصعص عن طريق الشق الجراحي للبطن.
ومن الهام أن نبرز أن مثل هذه العمليات لا يمكن إجراؤها حتماً أثناء عملية الولادة الطبيعية أو مترافقة معها بل يجب إجراؤها على حدة وبعد على الأقل ستة أشهر من الولادة وأحياناً تؤجل إلى ما بعد فطام الطفل الرضيع وتنقسم آراء الأطباء حول علاج هذه الحالات إلى قسمين:
القسم الأول: يرى ضرورة إجراء هذه الجراحات بناء على رغبة المريضة بجراحة تجميلية حتى وإن لم يتواجد سبب مرضي شديد يدعو لإجرائها متعللين بأن مثل هذه الجراحات يمكن أن تحسن من شعور الزوجة أثناء ممارسة العلاقة الزوجية وأن هذه العمليات تجرى تحت بند الجراحة التجميلية والتي نخضع فيها لرغبة المريضة أولاً، بل ان هناك العديد من المراكز الصحية المنشأة من أجل هذا الغرض في كل من كوريا وكندا وأمريكا حيث تكلف العملية الواحدة ما يقرب من 3800 دولار إلى 6000 دولار.
القسم الثاني: يتساءل معي ويقول هل إذا لم تكن هناك ضرورة طبية لإجراء الجراحة فهل النتائج المرتقبة منها تستحق كل هذا العناء خصوصاً وأنه ليس هناك أي دراسات علمية أو أكاديمية توضح الفوائد أو المخاطر الناتجة عن تلك العمليات وبالتالي فإن اختيار العلاج الجراحي لحالات سقوط المهبل يجب أن تكون في آخر القائمة وليس على أولها وعلى المريضة أن تبدأ أولاً في اتخاذ الإجراءات العلاجية البسيطة كتمرين «Kegal» مثلاً وما إلى ذلك لأن الجراحة لها مخاطرها والعديد من المشاكل التي قد تنجم عنها أثناء وبعد الجراحة وعلى المدى الطويل.
إن كل ما يقال عن دور هذه الجراحات في تحسين العلاقة الزوجية ما هو إلا دعاية تسويقية وفرقعة إعلامية ليس إلا ولكننا على أي حال لا بد أن نحترم رغبة مريضاتنا ولكنه من واجبنا أيضاً أن نحاول بقدر الاستطاعة تجنيبهن مخاطر الجراحة بدون داع، وتوضيح المشاكل التي قد تنجم عنها حيث ان النتائج المرجوة منها غير مؤكدة علمياً حتى الآن كما سبق وأشرنا.
وفي النهاية يجب أن تسأل كل سيدة نفسها قبل إجراء مثل هذه العمليات من باب الجراحة التجميلية فقط هل تستحق حقاً المسألة كل هذا العناء..؟؟

د. حنان محمد عبداللطيف عرفة
أخصائية أمراض النساء والتوليد- ماجستير أمراض النساء والتوليد بمركز النخبة الطبي الجراحي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved