يحز في نفسي حرماني من مشاهدة مباراة ثرية كالتي جمعت الهلال بالاتحاد يوم السبت الماضي في الوقت الذي أكون فيه وأثناء المباراة متسنماً مقعداً في طائرة لن نرى الأرض بعد اقلاعها إلا بعد أكثر من 14 ساعة من الطيران.. مما يسبب لي قلقاً على الثلاث نقاط والتي سيتنافس الفريقان عليها.. فليس هناك أكثر منها والتي أرجو ان تكون قد انتهت لصالح الفريق الأفضل.. وأتمناها «زعيمية» لسبب بسيط وهو ان الهلال هو الفريق الأفضل في الملاعب السعودية والعربية والآسيوية خلال العقدين الماضيين.. ولا أبخس الاتحاد حقه كفريق لفت الأنظار خلال العقد الأخير تحديداً وحقق من البطولات خلاله ما لم يحققه على مدار أكثر من ستين عاماً من عمره المديد.
هذا وقد سئمنا وسئم السأم منا ونحن نتحدث ظلماً عن محاباة «الرعاية» و«لجان التحكيم» للهلال ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً.. وحتى لو كانت المباريات والبطولات خارجية فلابد من مسلسل التشكيك ومسلسلات الرعاية والحكام والتي استشرت بدون وجه حق ولكن يبدو ان تلك المسلسلات المكسيكية ستجد لها نهاية بالإجراءات الإدارية والقانونية الهلالية البحتة.. وأجزم ان الإدارة الحالية قد كسبت سمو الأمير عبدالله بن مساعد وكسب سموه في انتخاب أعضائها من ضمن شريحة واسعة من الكوادر الهلالية المؤهلة لتحجيم كل متمحك بالهلال وظالم للهلال ومتقول على الهلال.
هذا عدا ان الإدارة الحالية قد قامت بأعمال رائعة مثل زيارة مركز الملك فهد لأورام الأطفال ومواساة مرضاه من الأطفال.. وكذا زيارة دور الأيتام ومواساتهم وغيرها من المناشط التي تسجل للإدارة الهلالية الواعية جداً والتي توصف بأنها «إدارة غير».. وبكل المقاييس «غير».
وانتقل الإرث الثقيل!!!
الاعتقاد بالتقديم لا يعني بأن تقدماً قد حدث.. فمجرد التغيير لا يعطي أفضلية التقدم والارتقاء والخروج من حلق المضيق إلى سعة الطريق.. فالاعتقاد وحده والظن وحده «لا يؤكل عيشاً» مع واقع الحال الذي يعيشه ويعايشه النادي الأهلي.. ولنكن صريحين وواضحين.. فقد ترك سمو الأمير محمد العبدالله الفيصل فريقاً أكثر من جيد ولكنه دون عناصر فاعلة ومؤثرة.. وبكل واقعية فمعظم لاعبيه هم من أنصاف اللاعبين وليسوا لاعبين أو نجوماً.. والآن وقد انتقل الحمل كلياً إلى إدارة سمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز شرفياً وإشرافياً.. والدكتور عبدالرزاق أبو داود إدارياً ومسؤولاً ومشرفاً لكرة القدم.. وهما رفيقا درب طويل عندما كانا يلعبان الكرة في فريق الأهلي ثم لعباها سويا في فريق جامعة الملك عبدالعزيز ثم كانت العلاقة في يوم تربط رئيس ناد بكابتن الفريق والمنتخب ثم جمعتهما إدارة النادي نفسه الأول رئيساً والآخر نائباً.. وأخيراً اجتمعا الآن فالأمير خالد يقود الأهلي شرفياً وإشرافاً والدكتور عبدالرزاق يديره إدارياً ومشرفاً ومسؤولا أول وصاحب صلاحية مطلقة.. وعليه اعتقد الجميع بعد تغيير إدارة المهندس أحمد المرزوقي وأنا أحدهم ان عصر الرعب الأهلاوي سيعود إلا ان الفريق بدلاً من تقدمه أخذ يعود القهقهري من مباراة إلى أخرى وتحت مسؤولية وإشراف الأمير خالد والدكتور أبو داود وكلاهما غني عن التعريف.
فأين مشكلة الأهلي إذاً؟!!
أتذكر ان الأمير خالد بن عبدالله عندما كان رئيساً للأهلي وعند اعتزال اللاعب المدافع وحيد جوهر أمنت إدارته لاعبا آخر بديلاً له هو المدافع التونسي الكبير محسن الجندوبي.. علما ان دفاع الأهلي يتكون آنذاك من صمدو وفهد عيد وغيرهما من كبار المدافعين في ملاعبنا.. فكان ولا يزال ذلك الحل من إدارة الأمير خالد آنذاك مضرباً للمثل في إدارة حل الأزمات والحكمة وبعد الرؤية.
والآن وسمو الأمير خالد محتضن النادي إضافة إلى قيادة الدكتور أبو داود للنادي.. وبوجودهما يستطيعان معاً وعلى رأس أية منشأة رياضية ان يصعدا بها إلى عنان السماء.. ولكن أين المشكلة فعلاً؟!!
أظن ان جزءاً من المشكلة يكمن في ارتفاع أسعار عقود اللاعبين.. فأسعار أجانب المواسم التسعينية غيره الآن.. وهذه نقطة صحيحة ومقدرة تمام التقدير.. ولكن أين العين الأهلاوية الخبيرة من اللاعبين النشء والشباب السعوديين وشراء عقودهم قبل ان يشتد عود أثمانهم.. كما فعل الاتحاد في شراء عقدي الصقري ومبروك زايد بسعر معقول ومقدور عليه.. وأين الأهلاويون من اللاعبين الصاعدين فى أندية افريقيا مما سيفيد النادي حالياً بسد خانات الضعف.. ومستقبلاً ببيع عقودهم!!
لذا فالكرة في ملعب المنقذين أبي فيصل وأبي سليمان.. ولا خيار أمامهما إلا مزيداً من الجهد ومزيداً من العطاء في روح تحد مع الذات ليعود الأهلي إلى الكرة السعودية امبراطورا كما كان دوماً.. والاثنان مؤهلان تماماً للرقي بأية منشأة إلى المجد والبطولات.. وأقول ذلك لمعرفتي بهما عن قرب ولتاريخهما الوضاء في سماء الرياضة السعودية.. والله من وراء القصد.
نبضات!!
* أتحفظ دوماً في الحكم المتسرع على الأشخاص سلباً أو ايجاباً.. وأترك مساحة كافية ليكون حكمي صادقاً ولكي لا أندم يوماً ما على ذلك الرأي السلبي أو الايجابي.. ولكن نجاحات كرة السلة وليها لأعناق الرياضيين نحوها لم يأت من فراغ.. بل لوجود رياضي محنك وحكيم مثل الأمير طلال بن بدر وما تكريمه لسمو الأمير نواف إلا إضافة لتلك الخطوات البناءة.. فتحية اعجاب صادق لأمير السلة السعودية طلال بن بدر.. وبالتوفيق والسداد.
* الملحق الذي قدمته «الجزيرة» بمناسبة اليوبيل الماسي للاتحاد يعد وبكل المقاييس إضافة للصحافة الرياضية السعودية حيث جاء الملحق ثريا في معلوماته وجميلاً في اخراجه.. مع الشكر والتقدير لمدير التحرير الأستاذ محمد العبدي والذي يثبت نهجه يوماً بعد آخر تميز «الجزيرة» لكونها جريدة وطن وليست جريدة ناد كما يتوهمها الواهمون.
* الجمعان عبدالله لاعب يمتلك من القدرات ما يميزه عن أي لاعب آخر.. ومشكلة الجمعان عدم تقديره لتلك القدرات الفريدة أي عدم تقدير الذات.. فلو يعلم انه كنز من المواهب فيهتم بها ويعطيها حقها من العناية والاعتناء.. لكسبنا نجما كبيراً ولسطر تاريخاً عريضاً لنفسه على خارطة الكرة السعودية.. فمتى يفوق هذا الجمعان لنفسه!!..
أرجو ان يعلم تمام العلم ان عمر اللاعب في الملاعب قصير والفرص لا تتكرر.. فلا تبعثر سنوات عطائك يمنة ويسرة يا عبدالله بما يضرك ولا ينفعك.
* برنامج «صدى الملاعب» من محطة MBC والذي يقدمه الإعلامي الناجح الأستاذ محمد الشهري لم أوفق في مشاهدة أغلبه رغم حرصي.. وذلك بسبب توقيته الخاطئ تماماً.. فيوم الجمعة يوم ليس ككل الأيام ففيه ساعة اجابة من دعا الله فيها استجاب الله دعاءه.. وهو اليوم الذي ولد فيه سيدنا آدم واليوم الذي توفي فيه.. وقد أكرم الله المسلمين به.. فلا تفسدوا يومنا علينا ولا تحرموننا أيضاً من البرنامج الناجح.. دعوة مخلصة لإدارة المحطة الواعية.. وليكن الخميس.. وبالله التوفيق والسداد.
|