الاحتفال بالمتقاعد لا يكفي
نقرأ عن احتفاليات تجرى في الإدارات تكريماً لموظفين احيلوا على المعاش التقاعدي، وهذا شيء محمود لكنه لا يكفي لتوديع زميل امضى سنين عمره في الخدمة ومن ثم تركه يواجه الحياة بشكل لم يألفه من قبل، فالتسهيلات التي كان يحصل عليها بمجرد ان يحضر تعريف من جهة عمله كالتعامل في البيوع والاقتراض والاستئجار تحولت الى جواد طويلة تأخذ جهده ووقته سعياً وراء إجراءات لا تتم إلا بمعرّفين وتوقيع عمدة وتصديق الشروط، فمثلاً استئجار سيارة لا يتم إلا بتعريف من جهة العمل وإذا قلت انك متقاعد فكاتب الخدمات ترفض تأجيرك بحجة ان التعليمات لديهم لا تجيز التأجير إلا لمن يبرز تعريفاً. حقيقة هناك جهات حكومية كالداخلية لم تتخل عن مساعدة موظفين ممن انتهت خدماتهم بالإحالة الى المعاش فلهم مكاتب تعنى بأمورهم وتذليل ما يعترضهم مع استمرار معالجتهم في المستشفيات التابعة للوزارة وباستثناء القطاعات العسكرية فإن الموظف المتقاعد يطويه النسيان ساعة مغادرته مبنى إدارته حتى وان قضى اربعين سنة بين حيطانها يكدح ويعمل من طلوع الشمس حتى غروبها ولا احد يسأل عن وضعه او يهمه راحته، بل يترك وحده ليبدأ مشواراً جديداً والمشكلة ان هذا الموظف الذي تركته جهة عمله بعد سنين طويلة قضاها كموظف بسيط وربما مسؤولاً قد بلغ حداً من العمر لم يعد يسمح له بالتحرك والسعي والتردد بين جهة وجهة لقضاء حاجة تلزمه لإنهاء إجراءات تطلب منه كالتعاريف وما في حكمها وما سبق من نقاشات ترتفع وتهبط تبعاً لسخونة الموضوع وجودة المتحدثين وفهمهم للظروف.
ان المتأمل في حال الإنسان الكبير وقد بدا على جسمه عوامل التغير من شعر ابيض وتجاعيد وضمور في العضلات ليشفق على حاله ولا سيما قد قلَّت قدراته وصار كل شيء يفزعه وربما اوحى له بازورار الآخرين وصدودهم عنه، هذا الكبير الذي كان بالأمس يعطي شبابه لوطنه وكلماته ملء السمع والبصر بمجرد ان استنفد طاقته انحسر من أمامه كل شيء سوى جزء من راتبه الذي قد لا يكفي لمتطلباته الحياتية مما يقتضي تخصيص إدارة تعنى بشؤون المتقاعدين بكل فئاتهم وليس إدارة تخصصها صرف الرواتب فقط، فالمتقاعد يحتاج الى جهات يرجع اليها لتذليل ما يعترضه وعمل التسهيلات اللازمة لتنقلاته ومتطلباته الحياتية كإيجاد مصحات توفر العلاج المناسب ونواد يجد داخلها أنشطة رياضية وترفيهية، فلا يجب ان تنساهم جهات عملهم ولا مجتمعهم وهم الذين خدموا وقدموا زهرة شبابهم لوطنهم ومواطنيهم وباتوا بحاجة الى التعامل الرافق واليد الحانية والكلمة الجميلة.
عبدالله بن عبدالرحمن الغيهب
***
إلى معالي وزير المياه
وادي الرمة هل يتحول إلى بحر جارٍ
السلام عليكم ورحمة الله وركاته وبعد:
قرأت ما كتبه الأخ إبراهيم عبدالعزيز الخريجي في 30/10/1423هـ تحت عنوان الماء «وسط» المملكة يا معالي الوزير وكان لديه اقتراح أن يتم تحويل مياه الخليج العربي من المنطقة الشرقية الى الرياض عن طريق فتح قناة عبر الأودية وهذا الاقتراح شجعني ان أعرض اقتراحاً مهما جدا وعبر عزيزتي الجزيرة إلى معالي وزير المياه وهو أن يتم تحويل مياه البحر الأحمر عبر وادي الرمة، هذا الوادي الكبير الذي يعتبر من أكبر الأودية في الجزيرة العربية ويقطع الجزيرة من غربها الى شرقها وقد ذكر أحد الباحثين ان هذا الوادي كان نهراً جارياً. معالي وزير المياه إن هذا المشروع العملاق سوق يحقق فوائد كبيرة للوطن حيث يلطف الجو الصحراوي الجاف كما ذكر الأخ والاستفادة من هذا الوادي بعمل محطات تحلية ويعتبر هذا المشروع رافداً استراتيجياً ومصدراً للمياه لجزء كبير من هذا الوطن الغالي.
ان هذا المشروع ليس خياليا أو مستحيلا تنفيذه لأن كثيرا من الدول توجد بها مثل هذه المصادر للمياه وسوف يكون هذا المشروع من أهم انجازات معالي وزير المياه ووزارته الوليدة حيث سيبقى في ذاكرة الأجيال على مر العصور. نتمنى أن يتم دراسة مثل هذه الاقتراحات التي تقدم عبر عزيزتي الجزيرة والهدف منها أولاً وأخيراً هي خدمة هذا الوطن الغالي والأجيال القادمة من أبنائه... والله ولي التوفيق.
علي مطيران الغيداني / بريدة
|