حول زيارة هيئة الاستثمار للقصيم

«الهيئة العامة للاستثمار» هيئة جاءت في وقتها المناسب فلا اقتصاد بدون استثمار ولا تطور تقني او سكني او زراعي أو اقتصادي او سياحي لأي دولة بدون استثمارات ولا بد ان تكون بعض الاستثمارات ضخمة لكي تفي بحاجة البلاد والمستثمر.. ان بلادنا بلاد خصبة لجميع أنواع الاستثمارات وسمو الامير عبد الله بن فيصل بن تركي خير من يدير هذه الهيئة بخبرته العلمية والادارية السابقة.. ومن خلال نجاحه الباهر في ادارة الهيئة الملكية للجبيل وينبع.. هذه الهيئة انشأت مدينتين نموذجيتين تعتبران من المدن النموذجية في العالم هما مدينتا الجبيل وينبع الصناعيتين اللتين وظفتا آلاف الشباب السعوديين.. هيئة الاستثمار يعقد عليها آمال عريضة في جذب رؤوس الاموال الوطنية الهاربة للاستثمار في الخارج وتأسيس بنية استثمارية تحتية وطنية يقوم على ادارتها الشباب السعوديون بأنفسهم.. هذه المليارات الهاربة لو عادت الينا فهي بحاجة الى قوانين استثمارية تحميها.. وبحاجة الى تشجيع نموها استثماريا في كافة المجالات .. هناك مجالات بكر للاستثمار .. في المدن السكنية ويا حبذا ان تتأسس شركة عقارية مساهمة بأموال المواطنين لإنشاء مدن سكنية بضواحي المدن .. كذلك نحن بحاجة الى استثمارات في مجال المياه.. والنقل.. وفي بعض مناطق المملكة هناك حاجة للاستثمار السياحي والزراعي.. كمنطقة القصيم التي هي بحاجة الى شركة للتسويق الزراعي وخاصة تسويق منتجاتها من التمور.. ولقد قرأت ما كتبه الاستاذ محمد الطويان في العدد «11050» بعنوان (نجاح باهر لزيارة وفد هيئة الاستثمار للقصيم) وقد جاءت هذه الزيارة، بدعوة من سمو امير المنطقة الامير فيصل بن بندر بن عبد العزيز - حفظه الله - مهندس نهضة القصيم وراعي التنمية فيها. من خلال متابعته لزيارة هذا الوفد واطلاعه على الفرص الاستثمارية في المنطقة ومنطقة «القصيم» منطقة عزيزة من بلادنا.. هي سلة غذاء المملكة بما تنتجه من تمور فاخرة وقمح وخضروات تموّل العديد من مناطق مملكتنا الغالية.. وهي منطقة ذات كثافة سكانية كبيرة تزيد على المليون نسمة.. وهي في نمو مطرد ومستمر.. وذات حركة عمرانية وسكانية متزايدة بتزايد مذهل .. خصوصا وانها منطقة ذات مستقبل اقتصادي باهر بسبب اكتمال مرافق البنية التحتية بها من طرق وجامعات وكليات.. ودوائر حكومية.. ولما لها من موقع متميز في وسط المملكة ولما لطبوغرافيتها من تشجيع على اقامة مشاريع استثمارية ضخمة .. وعلى هذا فانني ارى ان يتم انشاء (هيئة عليا لتطوير منطقة القصيم) وهذه الهيئة يجب ان تضم اعضاء من القطاعين العام والخاص تكون مهمتها اقتراح ومتابعة تنفيذ المشاريع الضخمة في المنطقة وكذلك مشاريع القطاع الخاص.
واتمنى ان يقوم مجلس منطقة القصيم الموقر بدراسة هذه الفكرة.. فلهذا المجلس برئاسة سمو الامير فيصل بن بندر بن عبد العزيز - امير المنطقة حفظه الله - جهود مشكورة ومتطورة في متابعة تطوير المنطقة.. ولهذه الهيئة عدد من الفوائد والمهام يمكن تلخيصها بما يلي:
1- متابعة دراسة المشاريع الحكومية التي تنفذها الوزارات المختلفة بمنطقة القصيم وخاصة مشاريع البنية التحتية كإنشاء جامعة عامة وتطوير مطار القصيم الاقليمي واكمال عقد الطرق وايصال المياه المحلاة ومباني الدوائر الحكومية وغيرها من المشاريع التي لاشك ان منطقة القصيم اخذت منها قسطا وافرا.
2- تشجيع القطاع الخاص على انشاء مشاريع استثمارية ضخمة في المنطقة بمساعدة الغرفة التجارية في هذه المنطقة والتنسيق مع رجال الاعمال حول ذلك.. وبيان الفرص الاستثمارية لهؤلاء مثل انشاء الاسواق التجارية والمجمعات السكنية وخصوصا تطوير مراكز المدن القديمة مثل تطوير مركز مدينة بريدة التجاري (الجردة وقبّة رشيد) بإزالة المباني القديمة المحيطة بجامع خادم الحرمين الشريفين وذلك بنزع ملكيات المباني والمحلات القديمة التي انتهى عمرها الافتراضي وانشاء اسواق تجارية كبيرة متعددة الادوار في هذا الموقع مع انشاء مواقف متعددة الادوار للسيارات فهذه المنطقة تشهد زحاما دائما من مختلف انحاء القصيم ومع ذلك لا يوجد لها مواقف الا في الشوارع.. ومحلاتها عبارة عن مبان قديمة او مباني الزنك «والشبتكو» وقد آن الاوان لتطويرها وكذلك تطوير قلب مدينة عنيزة التجاري وكذلك مدينة الرس وذلك عن طريق انشاء شركة عقارية «تصميمية» مساهمة يشارك بها رجال الاعمال وينشأ لها ادارة منتخبة من المساهمين من المواطنين مما يفتح مجالا استثماريا مربحا لصغار المساهمين من المواطنين فيفيدون ويستفيدون.
3- تشجيع الحركة الزراعية في منطقة القصيم وخصوصا زراعة التمور لتكون القصيم هي سلة تمور المملكة حيث تشتهر المنطقة بأجود انواع التمور مثل السكري.. وانشاء شركة زراعية مساهمة خاصة بتسويق انتاج التمور في المنطقة وتطوير زراعته وتشجيع صغار المزارعين على ذلك حيث ان كثيراً من حيطان النخل نراها وقد كسدت في المنطقة وعلى اشجار النخيل والسبب في ذلك هو عدم اقتصادية تسويق انتاج هذه التمور وخاصة غير الغالية الثمن مثل (الشقراء).. اتمنى ان تقوم هذه الهيئة بعد انشائها بإنشاء هذه الشركة ودراسة اوضاع هذه المزارع وايجاد فرص تشجيعية ناجحة لهؤلاء المزارعين.
إلى غير ذلك من المواضيع المهمة التي هي فعلا بحاجة الى هيئة عليا لتطوير هذه المنطقة.. والبستان الاخضر.. والحلة الذهبية.. التي تتطور يوما بعد يوم ويزداد عدد سكانها.. وتنمو نموا غير منضبط بسبب هذه الزيادة ووجود هذه الهيئة هو ضبط لهذه التنمية وايجاد مسارات صحيحة لها فهل نرى هذه الهيئة قريبا.. انه أمل اثق انه سيتحقق على يديْ سمو امير المنطقة النشط صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر وسمو نائبه الامير عبد العزيز بن ماجد.