ذات مساء.. والليل يوغل في نشد السواد سكنت لجة البحر دواخلي.. ثم احتوى وجلي صمت المشاعر.. وتواري المعاني الجميلة وذهول رسمه جلل المصاب.. وعبرات تكسرت وأغلقت مسارب الحديث.
موقف يشهد عصيات السلوى.. وفرار دمعة حرى وكأنما هي جمرة تدحرجت من بين أكوام الرماد.
هو خالي حين يفخر المرء بخاله
محمد بن عبدالرحمن الخرجي.. بفقدك قدمنا جسر البهاء غصناً مورقاً تبرعمت منه ألوان طيفية الملامح من يافع الزهور بفقدك يرحل ينبوع شهد تجدولاً حول أغصان الطهر.. وعطر ضجّ به المكان ثم توارى خلف حجاب الحقيقة.
أبا خالد.. تبكيك قلوب مكلومة.. ونعيش بعدك حالة يتم.. لمعنى البساطة والتواضع وتغلق مدرسة الود أبوابها.. ويبقى للأحزان مرابح وضيع في الصدور.. ويطول ليل الأسى.. خالي..
أين مني ابتسامتك النقية.. وبشاشتك الطبعية ذات الإشراقة التي تحاكي بزوغ ماسات الشموس باكية خيوطاً من ذهب.. معلنة مولد أمل جديد في زمن الغروب.
خالي.. وأي مكان خالي تركت..!!
كم عُمرت النفوس نشوى طيب معشرك.
وعالجت صدى فقدك بالغرق في بحر الذكريات، أما وقد حلّ التنائي وبدا بالأفق ما يعني الغرق، أما وقد أحجم الودق عن مساقط الندى وتوقف الوابل الصيب.. خلته يوماً متتابع الهطول فلا أقول سوى ما يمليه معتقدي..
بكل الرضا والصبر...
{إنَّا لٌلَّهٌ وإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}
| 
