لا شك أن المتتبع لمسيرة التعليم في المملكة العربية السعودية يلاحظ الإنجازات التي تحققت كماً ونوعاً، وأن هذه المسيرة التعليمية التربوية بحاجة ماسة الى استمرارية المتابعة والتطوير وتقويم ما تم إنجازه والعمل على وضع الخطط الاستراتيجية المبنية على التقييم الشامل والتوقعات المستقبلية، وهو ما تقوم به الجهات المعنية بالتعليم في بلادنا وبدعم لا محدود من قيادة هذا الوطن. أود في هذا المقال طرح فكرة دراسة تغيير اسم وزارة المعارف الى وزارة التربية والتعليم، وبإلقاء نظرة على كثير من الدول العربية والإسلامية والأجنبية نجد ان التعليم العام منوط بوزارة التربية والتعليم في تلك البلدان، وربما هذا المسمى يعكس أهداف ومهمات هذه الوزارة بشكل أكثر شمولية، بالإضافة الى اقتران التربية بالتعليم وهو ما يدعونا الى دراسة فكرة تغيير اسم الوزارة الحالي الى وزارة التربية والتعليم لأنه عند الحديث عن هموم التعليم وشجونه كثيراً ما يصار الى التعليم والتربية كأن تتحدث عن تاريخ التعليم وعن غايات وأهداف التعليم، وعن الكم والكيف للتعليم في بلادنا وعن استشراف المستقبل التعليمي وكذلك الحديث عن المفهومات والأهداف التربوية ورجال التربية سواء على المستوى العلمي او على مستوى الإدارة التربوية.
ولا شك ان التربية تعني المدرسة وما تحتويه من أنشطة وممارسات تربوية وكذلك المنزل وما يحتويه من تطبيقات وتعاليم تربوية مكملة لدور المدرسة، فمصادر التربية والتعليم متعددة ولكنها تظل تحت مظلة المؤسسات التعليمية ذات العلاقة التي تهدف الى نشر العلوم والمعارف وغرس الأخلاق الحسنة وتعزيز كل ما هو جيد من السلوك والأخلاق الفاضلة، ومن هنا فمفهوم التربية شامل لما له من عناية بالفرد والمجتمع من جميع الجوانب وعليه تبني أهداف وسياسة وبرامج التعليم بما لا يتعارض مع ثقافتنا وثوابتنا وعقيدتنا الإسلامية، أما مفهوم المعارف فهو أقل شمولية في المجالات التربوية، وربما لا يعكس ما تقوم به هذه الوزارة في الجانب التربوي وهو الأهم في نشاط وزارة المعارف لتنشئة ابنائنا دينياً وتربوياً وعقلياً وجسمياً، أو ما قامت به هذه الوزارة من جهود ومسيرة كبيرة منذ تأسيسها وما حققته من إنجازات في نشر التعليم في بلادنا.
ونحن في المملكة العربية السعودية، مهبط الوحي تتضاعف مسؤولياتنا تجاه تنشئة ابنائنا على الأسس التربوية الإسلامية الصحيحة وتسليحهم بالإيمان والعلم والعمل والسلوك والأخلاق الفاضلة لتحقيق أهداف وسياسة التعليم ولا شك في أننا ندرك بأن تعديل الاسم لا يؤثر بأي شكل في غايات وأهداف هذه الوزارة المباركة، وإنما يعطي إيحاء أكثر وضوحاً وتركيزاً عن برامج الوزارة ونشاطاتها وأهدافها وتخصصاتها، ودورها الكبير في مجال التربية والتعليم.
|