إن حضور جمهور المهرجان الثقافي النسائي هو خطوة من الخطوات البناءة في تعريف المجتمع بهذا المهرجان، فهو يساعد في تطوير برامجه، كما أنه يعتبر ثمرة للرؤية الحضارية التي تسعى الدولة رعاها الله الى تحقيقها بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله. إن هذا الحضور الجماهيري يدل على الوعي والحس الوطني لأبناء هذا البلد، كما يعطي أيضاً صورة حقيقية وملموسة عن مدى عمق العلاقة بين قيادة هذه البلاد ومواطنيها، وهو بحق يعتبر لوحة معبرة عن مشاعر الحب والولاء والانتماء وبما أنني إحدى من تشرفن بالعمل في هذا المهرجان فإنني أسعد كثيراً بما ألمسه من تناغم رائع وتفاعل متنام بين توجهات الدولة وبين كافة القطاعات الحكومية والخاصة وعن طريق عملي كمساعدة لرئيسة اللجنة الثقافية النسائية، وكمسؤولة مباشرة عن قسم التنظيم والضيافة، فقد لمست تجاوباً فعلياً وبناءً من الجميع مما يدل على وعي المواطن وإدراكه لدوره، كما أنه يعتبر صورة رائعة لتأكيد روح الاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن الغالي وتفهماً لجهود الدولة في مجال ترسيخ تراث هذا المجتمع وربطه بحاضره ومستقبله.
إن الفرحة بمناسبة (جنادرية 18) تغمر الجميع ولاشك أنها فرحة عارمة يزيدها ويضاعفها ما اعتاده هذا المهرجان من رعاية ودعم متواصلين من قبل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، فرعايتهما الكريمة لهذه المناسبة الكبرى هي شاهد من شواهد اهتمام ولاة الأمر في بلادنا الحبيبة بالتراث والثقافة، فالجنادرية تواصل تحقيق أهدافها وتبليغ رسالتها، والمتتبع لها يلاحظ أن لدى صناع القرار بالمملكة اهتماماً مكثفاً بقضايا التراث والثقافة، وهذا له أبعاد عديدة تفرز ما تتمتع به قيادتنا من بعد نظر في التقيد بتراثنا الأصيل مع الاهتمام بثقافتنا التي لا غنى لنا عنها.
ان حضور المرأة لهذا المهرجان الثقافي هو فرصة عظيمة لربط النساء عموماً بالثقافة، ومحاولة استمالتهن إليها حتى تكون الثقافة أمراً متاحاً للجميع، ولن تبقى المرأة السعودية بحضورها لهذه الفعاليات والندوات بمعزل عما يدور حولها من فكر ثقافي، كما أن لجمهور المهرجان دوراً في التعريف بهويتنا الإسلامية الثقافية لدى المجتمع، والتوضيح لهم بأن المرأة السعودية قد أعطيت الحق في المشاركة لإبراز دورها في التنمية، وإبراز إنجازاتها في المجال الثقافي، وفي إحياء التراث لتثبت أن حاضر هذه الأمة هو امتداد لماضيها التليد ولتبرهن أيضاً للجميع بأنها تتمتع بحرية الفكر وإيجابية التعبير والعطاء.
ولا يفوتني هنا أن أنوه بأهمية المداخلات النسائية خلال الندوات والتي تعكس وعي المرأة السعودية ورغبتها الأكيدة في معرفة كل ما يحيط بها من مستجدات ثقافية واجتماعية.
وأخيراً فإن حضور جمهور المهرجان الثقافي النسائي يعتبر بحق رسالة إعلامية وواجباً وطنياً لتوطيد الأهداف النبيلة لمهرجان الجنادرية.
وكل عام وتراثنا وثقافتنا بألف خير إن شاء الله.
داعية العلي القدير أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ولما فيه خير هذا الوطن المعطاء.
|