Monday 13th January,2003 11064العدد الأثنين 10 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
لمصلحة من: إزالة السمانية والعنابية!؟
عبدالفتاح أبو مدين

أكبر الظن، أننا في حاجة الى أناة، حين نجنح الى اتخاذ قرارات ذات أهمية، لاسيما في المشروعات الكبار، التي ينجم عنها أضرار جسيمة بشرائح كبيرة من الناس، وهذه الامور، لئن اتخذت في سنوات خلت، وظهرت اخطاء القرارات، فلا ينبغي ان تتكرر تلك القرارات.
* أسوق الحديث مباشرة، لأنه ذو أهمية، ينبغي ان يحاط به ولي الامر، الذي يزن الامور بغير الموازين السريعة، وذلك من خلال اهل الذكر والخبرة، لاسيما في امور تنجم عنها أضرار كبار، فما اكثر ما تتخذ قرارات، ثم يظهر عُوار تلك القرارات، ولكن بعد فوات الاوان.
* السمانية والعنابية، منطقة عريضة، شمال البقيع في المدينة المنورة، فيها اسواق، ومساكن تؤي العمار والحجاج، وتكاليف السكن فيها متعدلة في مقدور شرائح من القادمين للسكن فيها، لاسيما وانها قريبة من الحرم، وينبغي ان تبقى، فاذا ازيلت، فان الناس القادمين للحج والعمرة، سوف يفترشون الأرض، لأن حالتهم المالية، لا تسمح أن يسكنوا في الأبراج، وما أكثر ما قلت ان العالم الاسلامي فقير، يحتاج الى العون والصدقة، فاذا فتح باب العمرة على مصراعيه، وزاد عدد الحجاج، فينبغي ان يهيأ لهم مساكن ذات اجور لا تعجزهم، أما الأبراج السامقة التي بنيت بتكاليف عالية، فانه لا يقدر عليها الا أقل القليل من الناس.
* لجنة تطوير المنطقة المركزية تريد ازالة الحي الباقي كمتنفس حول المسجد النبوي، وليس الازالة بهدف التوسعة لساحة حول الحرم، وانما لتنتزع ملكيته من أصحابه، ويعطوا تعويضا، على حين ان الارض في تلك البقعة، تساوي الكثير من المال.
* اننا نكرس كتل المسلح حول الحرمين بلا حساب، واذا عدنا الى تصريحات وزارة الحج، التي تقول : ان البلاد تستوعب عشرة ملايين حاج.. ولعلنا نقيس ذلك التصريح على ما رأينا من فتح باب العمرة في هذا العام، لأن ذلك أصبح تجارة عند مسوقي العمرة، من اجل الكسب المادي، ورأينا سكن الناس في الشوارع، وفي النهاية، يغرم تجار العمرة تكاليف لا تبلغ خمس مكاسبهم الطائلة، ولهذا الموضوع حديث آخر.
* اذاً لجنة تطوير المنطقة المركزية، هي صاحبة القرار، في ازالة منطقتي «السمانية، العنابية»، لتحل محلها كتل مسلح من الابراج، في استثمارات رؤوس الاموال، وفقراء الحجاج والمعتمرين وما أكثرهم، يفترشون الساحات حول الحرم، وفي الحرم المكي ينامون داخله اربعا وعشرين ساعة، لأن الحرم لا يغلق أبوابه مثل المسجد النبوي، واكبر الظن، اننا ينبغي مراجعة حساباتنا، قبل اتخاذ مثل هذه القرارات، التي تنظر الى المصلحة من زاوية استثمار رؤوس الأموال، لأن الأبراج التي انشئت اهلها مضطرون ان يؤجروها بما يتاح، وهم قد انفقوا عشرات ومئات الملايين، طمعا في عائد، من حاج ومعتمر، كل منهما فقير، يستحق الصدقة.
* انني اضع قضية ازالة - السمانية والعنابية - امام صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ليفضل بايقاف ذلك القرار، وان يكتفي بما تم هدمه حول الحرم من الناحية الشرقية كساحة محيطة بالحرم ومتنفس للصلاة في اوقات الذروة، وان يوفد من اهل الذكر من رجاله، من يقف على المنطقة التي اشرت اليها، وان يستمع الى آراء الناس في المدينة، مثل مجلس المنطقة، ورجال الكليات هناك، ثم يرفعوا قرارهم لسموه، ليأمر بما يراه في صالح العباد.. والى الله ترجع الأمور.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved