*دمشق - الجزيرة عبد الكريم العفنان:
تشهد المنطقة حركة ديبلوماسية واسعة، تحاول إيجاد مخرج لحالة التوتر التي تخيم عليها نتيجة احتمال ضرب العراق. وفيما تستمر فرق التفتيش في القيام بعملها، وتتصاعد أيضا التصريحات سواء من بغداد او باقي العواصم العالمية، فإن السياسة الإقليمية تحاول كسر حالة التناقض الحاد ما بين واشنطن وبغداد عبر وسائل سياسية، وفتح آفاق لآليات عمل تحد من الظروف الخاصة بحالة الحرب. حيث أكد مصدر دبلوماسي تركي في دمشق أن زيارة وزير الخارجية السوري فاروق الشرع إلى أنقرة، تأتي كنتيجة مباشرة لمباحثات عبد الله غول رئيس الوزراء التركي في العاصمة السورية الأسبوع الماضي.
وقال المصدر في حديث للجزيرة إن مباحثات الشرع في أنقرة تستكمل عمليات التنسيق السياسي بين البلدين، والهادفة إلى إبعاد شبح الحرب عن المنطقة وإتاحة الفرصة لكافة أشكال العمل الدبلوماسي؛ مبينا ان الموقف الأساسي اليوم هو جعل دول المنطقة أكثر قدرة على التحكم بالسياسات الإقليمية في مواجهة احتمالات الحرب.
كما نفى المصدر ان تكون هناك أية مبادرة تركية بخصوص الموضوع العراقي، معتبرا ان التحرك السياسي اليوم هو لتنشيط القنوات السياسية على حساب طبول الحرب، فتركيا تريد الاستجابة لكافة المحاولات التي تنهي الأزمة بطريقة سلمية، والأمم المتحدة حسب تعبيره هي صاحبة المبادرات والقرارات بهذا الخصوص.
وحول طبيعة المباحثات التي سيجريها الشرع في انقرة أوضح المصدر أن عملية التنسيق السياسي بين البلدين ترتكز الى:
- أولاً: حقيقة الوضع الإقليمي لأن كافة الدول ستتضرر من أي حرب، لذلك فإن الجانبين التركي والسوري يحاولان فتح آفاق سياسية باستمرار، وهما يناقشان اليوم أشكال العمل الديبلوماسي التي يمكنها أن تؤثر في السياسات الدولية بشأن الحرب.
- ثانياً: ضرورة ضمان الاستقرار الإقليمي عبر الحفاظ على وحدة وسلامة أرض العراق، وهذا الأمر حسب نفس المصدر ينطبق على كافة دول المنطقة، وهو ما يدفع المباحثات السورية والتركية إلى وضع أسس السياسات على هذا الأطار.
واعتبر المصدر أن زيارة الشرع التي لها أبعادا سياسية واضحة، ستدفع العلاقات بين البلدين إلى مزيد من التطوير، وهي أيضا مؤشر إلى عدم خضوع هذه العلاقات إلى المتغيرات الدولية والإقليمية، لأنه يتم تأسيسها بشكل علمي وهادئ، وقائم على طبيعة التكامل الإقليمي عموما. كما شدد المصدر على هذه العلاقات لا تملك أي رسائل لأي دولة إقليمية أو دولية، لأنها في الأساس قائمة على شكل المصالح بين تركيا وسورية، وهي ليست تحالفا موجها ضد أحد.
|