ضمن سيناريوهات الحرب التي تزمع أمريكا وبريطانيا شنها على العراق، تركيز ضرب وتدمير مواقع القيادة والتوجيه والسيطرة العسكرية العراقية، ويأتي في هذه المواقع، الأماكن وإقامات سكن واستراحات الرئيس العراقي صدام حسين، وتذكر معلومات منسوبة للمعارضين العراقيين، بأن إصرار الأمريكيين على أن تشمل مهام فريق التفتيش الدولي زيارة وتفقد قصور الرئاسة العراقية، هو لمعرفة خبايا هذه القصور ومخابئها وبما أن المفتشين يمتلكون أجهزة تنصت ومراقبة عالية الجودة والقدرة، فإن من بعض مهام هؤلاء المفتشين وبالذات الذين يتعاملون مع الأمريكيين هو رصد تحركات الرئيس العراقي والأماكن التي يتردد عليها، حيث ستكون هذه المواقع ضمن الأهداف الأولى التي ستتعرض للتدمير الكلي وهدف الأمريكين من هذا هو القضاء على الرئيس صدام حسين وبالتالي تكون نصف «المهمة القتالية» قد انتهت، لأن القضاء على صدام حسين في رأي الامريكيين سيؤدي إلى إحداث بلبلة وضياع للقوات العراقية المسلحة، ويخلق نزاعاً بين القيادات العراقية، وهو ما سيدفع الأمريكيين إلى تغليب الجهة التي يرون لديها استعداداً لتنفيذ الطلبات الأمريكية.
أما إذا لم يستدل على مكان صدام حسين فسوف تلجأ القوات الأمريكية والبريطانية إلى الحرب المباشرة التي لن تبدأ حتى ينهي المفتشون الدوليون مهمتهم في العراق ويقدموا تقريرهم إلى مجلس الأمن الدولي المحدد له يوم 27 يناير/كانون الثاني، وبعد هذا اليوم الذي قال عنه كولن باول بأنه يوم هام، حيث سيكون الحد الفاصل بين محاولات الاستدراج والاستفزاز الأمريكي للعراق، وبين العمل العسكري المكشوف، ولهذا فلم يعلن الأمريكيون عن قيام مئة طائرة حربية بتدمير قاعدتي H4 وH3 غرب العراق لتطمين اسرائيل بتدمير أقرب مواقع التهديد العراقية، ولكون موعد الحرب لم يحن أمريكياً لذلك لم يعلن عن هذه الضربة، وبما أن العراقيين لا يريدون هذه الحرب لم يكشفوا عنها أيضاً.
أما إذا بدأت الحرب وهي بعد السابع و العشرين من هذا الشهر فترى المصادر الإسرائيلية كما نشرتها صحفهم والتي ظهرت على مواقع الإنترنت بأنها ستستمر مابين شهر ونصف أو ثلاثة أشهر وسيكون تطورها حسب السيناريو التالي:
1- القوات المسلحة العراقية ستبدي مقاومة جدية غير متوقعة.
2- ستجري معارك شوارع ضخمة في عدد من المدن.
3- خسائر متوسطة في صفوف المدنيين يوازيه دمار جدي في المرفقات والبنى التحتية.
4- ستتعرض المنشآت النفطية في المنطقة لضربات عراقية إلا أن الخسائر ستكون محدودة.
5- ستحاول بغداد استخدام أسلحة الدمار الشامل على نطاق محدود، أو بصورة غير فعالة، ضد القوات الأمريكية وإسرائيل.
6- إسرائيل ستتدخل بشكل محدود وضيق، وسيتصاعد التوتر السياسي في المنطقة.
7- مواجهات وصدامات محدودة داخل المجتمع العراقي بعيد انتهاء الحرب.
8- محاولات عراقية فاشلة لاستهداف مواقع أمريكية وبريطانية سيتم الكشف عنها وستبطل قبل القيام بها أو حجم خسائرها سيكون بسيطاً نسبياً.
كيف سيكون أثر الحرب عراقياً وأمريكياً ودولياً؟
هذا ما سنناقشه غداً.
|