* باريس - ريتشارد إينغهام - أ.ف.ب:
ان كوريا الشمالية التي اثارت ازمة دولية بانسحابها من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية تملك على الارجح قنابل ذرية وتتوفر لديها القدرة على تصنيع المزيد من هذه القنابل بحسب الخبراء.
ويعتبر هؤلاء الخبراء ان بمقدور النظام الستاليني في بيونغ يانغ اذا ما شغل مجددا مفاعلا نوويا صغيرا توقف بموجب اتفاق يعود لعام 1994 ان يصنع من دون اي صعوبات نحو 12 قنبلة نووية قبل نهاية السنة. والى ذلك حذر الخبراء من ان النظام الكوري الشمالي سيكون قادرا في حال مضيه قدما بمواصلة برنامج نووي طموح تم تجميده بموجب اتفاق 1994على ان ينتج بشكل آلي عشرات القنابل سنويا قبل عام 2005. واشار هؤلاء الخبراء الى ان كوريا الشمالية قد تتعرض نظرا لفقرها المدقع ان تبيع مواد نووية او قنابل ذرية لدول لا رادع لها لا بل والى مجموعات ارهابية.
ولكن هؤلاء المحللين يخففون من لهجتهم حيال هذا السيناريو الكارثي عندما يعتبرون بأن كوريا الشمالية عمدت على ما يبدو الى الدخول في عملية خداع واسعة ضد الولايات المتحدة.
وتعتقد اجهزة الاستخبارات الاميركية وفي مقدمتها وكالة الاستخبارات المركزية ال «سي اي ايه» ان بيونغ يانغ تمتلك حاليا قنبلة ذرية او قنبلتين بفضل مخزون من البلوتونيوم احتفطت به قبل تجميد برنامجها النووي عام 1994.
وفي حال شغلت مجددا مفاعل يونغ بيون سيصبح بامكان كوريا الشمالية معالجة اوكسيد الاورانيوم وتحويله الى بلوتونيوم لاستخدامه لاغراض عسكرية. وفي تشرين الثاني - نوفمبر اكدت السي اي ايه في تقرير ان كوريا الشمالية تمتلك من مخزون البلوتونيوم ما يكفي لانتاج «عدة قنابل».
وكذلك، ان اعادة تشغيل مفاعل يونغ بيون سيتيح لها انتاج المزيد من البلوتونيوم.
الا ان هناك عوامل عديدة تعطي هذه المسالة ابعادا جديدة فحجم مفاعل يونغ بيون صغير وهو بميغاواته الخمسة اصغر من محطة نووية مدنية بستين مرة ولا بد من سنة باكملها لانتاج البلوتونيوم الضروري لانتاج قنبلة ذرية واحدة كما اشارت ايضا السي اي ايه.
وكان مفاعل يونغ بيون تحت المراقبة الدولية حتى 21 كانون الاول - ديسمبر الماضي حيث ازالت كوريا الشمالية اختام الشمع الاحمر والكاميرات التي كانت قد وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب اتفاق 1994 الموقع من قبل بيونغ يانغ وواشنطن وسيول وطوكيو.
واكد جون لارج المستشار النووي البريطاني المستقل الذي قدم استشارة لروسيا لانتشال حطام الغواصة النووية كورسك: ان على العلماء الكوريين الشماليين ان يمروا بعدة مراحل قبل ان يتمكنوا من اعادة تشغيل
مفاعل يونغ بيون.
وقال ديفيد اولبرايت رئيس احد مراكز الدراسات والابحاث في واشنطن «المعهد من اجل العلم والامن الدوليين»: ان كوريا الشمالية قد تتمكن في حال اعادة تشغيل مفاعل يونغ بيون ان تصنع «من خمس الى ست» قنابل نووية قبل نهاية السنة.
واعتبر هذا الخبير ان ترسانة من قنبلة او قنبلتين ذريتين قد تستخدم بدافع الياس او الثار بيد ان ترسانة من خمس الى ست قنابل ستولد في كوريا الشمالية الثقة الكافية لتقوم بمغامرة عسكرية. وقبل 1994 اطلقت كوريا الشمالية مشروعين نوويين آخرين لم ينته تنفيذهما :برنامج للتخصيب النووي ومفاعلين لانتاج البلوتونيوم (مفاعل ثان في يونغ بيون وآخر اكثر اهمية في تايشون).
|