Monday 13th January,2003 11064العدد الأثنين 10 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ينتظران أحكاماً بالسجن لـ64 عاماً ينتظران أحكاماً بالسجن لـ64 عاماً
طياران أمريكيان يواجهان اتهامات بالقتل الخطأ والإهمال

* تورنتو - محمد داود:
يتابع الكنديون والأمريكيون باهتمام بالغ تطورات الدعوى المقامة ضد اثنين من الطيارين الأمريكيين يواجهان اتهامات بالإهمال الذي تسبب في مقتل أربعة من الجنود الكنديين أثناء عملهم في أفغانستان العام الماضي.
وفي حال ثبوت الاتهامات يمكن للمحكمة العسكرية التي يمثل أمامها المتهمان أن تصدر أحكاما بالسجن قد تصل إلى 64 عاما بحق الطيارين، النقيب هاري شميدت والنقيب ويليام اومباش.
وقال ديف بيك، وهو أحد المحامين الذين يتولون الدفاع عن المتهمين، ان موكله الذي قام بإلقاء القنبلة على الجنود الكنديين في إبريل الماضي أثناء قيامهم بتدريبات بالذخيرة الحية في قندهار كان قد تلقى قبل اسبوع من الواقعة تنبيهات مشددة من رؤسائه بالحذر وتوقع قيام مجموعات من الطالبان الذين يتجمعون بكثافة في المنطقة بإطلاق النار على طائرات التحالف من أسلحة مضادة للطائرات.
وأضاف بيك أن الطيارين الذين تلقوا هذه التحذيرات من رؤسائهم لم يتم إبلاغهم على الإطلاق بالتدريبات الليلية التي كان يقوم بها الجنود الكنديون.
ويتوقع أن تستند هيئة الدفاع عن المتهمين على هذه الحجة بشكل رئيسي عند نظر الدعوى هذا الاسبوع.
وكان أحد الطيارين المتهمين قد أورد أقوالا مشابهة بعد وقوع الحادث، وقال حينها إن زميله قد أفاده أثناء تحليقهما على ارتفاع 6300 متر بوجود ما يشبه بعمليات إطلاق نار أسفل المنطقة التي تحلق فيها طائرتهما.
وأضاف أن زميله أعتقد أن مصدر النيران قوات معادية مما دفعه إلى إلقاء القنبلة.
وأكد الطيار أن رؤساءه كانوا قد حذروه قبيل الواقعة بتجمع نحو ألفين من رجال الطالبان في المنطقة وأن هؤلاء يتوقعون الحصول على أسلحة مضادة للطائرات من إيران.
وفيما يترقب الكنديون، الذين أثار مقتل جنودهم بنيران «صديقة» موجة من الغضب والاستياء الواسع في أوساطهم، ما يمكن أن تنتهي إليه الدعوى المقامة ضد الطيارين، يشعر غالبية الأمريكيين بالأسف من توجيه اتهامات للطيارين.
يقول هؤلاء إن السلطات تريد أن تجعل منهما كبشي فداء مقابل إرضاء الكنديين واحتواء غضبهم.
ويستنكر كثير من الأمريكيين توجيه اتهامات جسيمة كهذه «لاثنين من الجنود الذين تطوعوا للدفاع عن أمن وسلامة الأمريكيين»، وقد شرع كثيرون منهم في تنظيم حملات ضد المحاكمة تطالب الأمريكيين بتوجيه رسائل للمسؤولين لوقف المحاكمة.
يبرر الأمريكيون المتعاطفون مع المتهم موقفهم بالقول إن الجنود الأمريكيين، والطيارين منهم بصفة خاصة، يجدون أنفسهم مضطرين لاتخاذ قرارات فورية في مسائل تتعلق بالموت أو الحياة، وإنه لا يتعين محاسبتهم في حالات سوء التقدير، ويلقى هؤلاء باللائمة على المسؤولين العسكريين في المنطقة الذين لم يقوموا بإبلاغ الطيارين مسبقا بوجود تدريبات لقوات حليفة، كما يقولون إن إدانة هذين الطيارين سترتب نتائج خطيرة على سلامة زملائهم الآخرين الذين سيترددون قبل إطلاق النار دفاعا عن النفس، مما يعني تعريض حياتهم للخطر، كما أن إدانتهما ستدفع بغالبية الأسر للإحجام عن تشجيع أبنائها للالتحاق بصفوف الجندية.
وكانت إدارة القوات الجوية الأمريكية قد أبلغت كلا من شميدت واومباش في سبتمبرالماضي بالاتهامات الموجهة ضدهما والتي تضمنت أربعة اتهامات بالقتل الخطأ وثمانية اتهامات بتسبيب الأذى بجانب الفشل في ممارسة الإجراءات الصحيحة للتحليق وعدم التقيد بقوانين الالتحام في منطقة العمليات، وسوف تقرر المحكمة هذا الإسبوع مصير الاتهامات الموجهة للطيارين.
وبجانب صدور عقوبات بالسجن المطول بحق الطيارين في حال إدانتهما، فمن المتوقع أن تتضمن الأحكام أيضا عقوبات بالطرد من الخدمة في القوات الجوية، وفقدان كافة استحقاقاتهما المالية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved