سيكون في متناول الجميع قريبا كتاب قيم عن النظام الكوني لتحديد المواقع G P S ظهر هذا الكتاب في كتاب من الحجم المتوسط يقع في 134 صفحة ملونة وبغلاف جميل ومميز ويعبر عن محتواه لمؤلفه المهندس محمد بن حجيلان الربيش مدير المعهد الثانوي للمراقبين الفنيين بالرياض.
جاء الكتاب من تسعة فصول ومقدمة للمؤلف وتقديم للكتاب بقلم معالي محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص الذي أكد على ان محتواه مادة شائقة وعبر عن فخره واعتزازه بكون هذا العمل من نتاج أحد منسوبي المؤسسة وتمنى ان يرى في المستقبل أعمالا أخرى مشابهة للمؤلف كون مثل هذه الأعمال تنعكس ايجابا على مكانتنا العلمية وشكر المؤلف وتمنى له التوفيق والسداد.. وجاء في مقدمة المؤلف استعراض لتطور علم المساحة بدءاً من الحضارات القديمة الفرعونية والصينية والاغريقية من استخدام أساليب القياس البدائية مروراً بالأجهزة التي ظهرت في العصور المتأخرة حتى وصل التطور ذروته ووصل الى استخدام الأقمار الصناعية في التطبيقات المساحية المتقدمة وما تفرع عنها من علوم كثيرة حتى ان اسم المساحة لم يعد كافيا لبعض التطبيقات الجديدة المتقدمة حتى ظهر اسم جديد أصبح شائع الاستخدام سواء في الكتب أو في أقسام الجامعات والمعاهد وهو «Geomatics» الذي لم يتم تعريبه حتى الآن. وأشار الى ان نظام الG P S لم يصبح حكرا على التطبيقات العلمية المتقدمة أو الحربية بل أصبح نظاما يخدم الناس كافة بمختلف ميولهم واتجاهاتهم وخاصة هؤلاء ممن يرتادون البحار ويجوبون الصحراء. وأشار فيه الى أسبقية المملكة العربية السعودية في تطبيق هذا النظام في مشاريعها منذ فترة بعيدة بواسطة بعض الجهات مثل ادارة المساحة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع والطيران وكذلك شركة أرامكو السعودية وأشار كذلك الى تدريس هذا النظام نظريا وعمليا في جامعاتها وكان فخراً للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ان تكون المعاهد الثانوية للمراقبين الفنيين أول جهة تعليمية بالمملكة تقوم بتدريس هذا النظام نظريا وعملياً.
جاء الفصل الأول من هذا الكتاب ليقدم سرداً تاريخيا عن نظام تحديد المواقع عبر التاريخ بدءاً من العصر الحجري مروراً بعصر النجوم وعصر الموجات الرادوية «الكهرومغناطيسية» وصولاً الى الأقمار الصناعية.
- ثم جاء الفصل الثاني ليشرح فيه الأجزاء الرئيسية المكونة للنظام، بمقدمة تشرح سبب ظهور النظام والاهتمام به من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وذلك نظرا للصراع القائم بينهما وكيف ان الولايات المتحدة الأمريكية قد رصدت لهذا النظام مبلغ 12 بليون دولار. ثم تعرض لمقارنة بين النظام الأمريكي القديم Transit-Doppler والنظام الحالي NAVSTAR GPS من خلال جدول يبين الفروق بينهما ليظهر مدى القفزة التي تحققت لهذاالنظام. ثم قام بشرح مكونات النظام الثلاثة وهي:
1- وحدة الفضاء «Space Segment» وتتكون من مجموعة من الأقمار الصناعية التي تدور حول الكرة الأرضية بمعدل دورة كل 12 ساعة في مداراتها التي تبعد عن الكرة الأرضية مسافة 20200كم تقريبا. ثم تعرض للأقمار الصناعية من حيث اطلاقها فذكر أقمار الجيل الأول والثاني المتقدمة وخصائصها ثم تعرض لبعض هذه الخصائص مثل الوزن ومصادر الطاقة. ثم تحدث عن كيفية تحديد الوقت الذي يتم بواسطته حساب المسافة الى القمر الصناعي ثم تعرض للاشارات الصادرة من القمر الصناعي باتجاه المستقبلات.
2- وحدة التحكم الأرضية «Control segment»: وتتكون من خمس محطات متابعة على سطح الأرض موزعة حول العالم فالمحطة الرئيسية «الأم» في كلورادو والمحطات الأخرى موزعة حول العالم منها ماهي محطات متابعة فقط ومنها ما هو متابعة وهوائي. ثم وضح كيف تقوم كل محطة بدورها تجاه الأقمار الصناعية المكونة للنظام وعلاقتها بالمحطة الأم في كلورادو.
3- وحدة المستخدمين «USER Segment»: وهي أجهزة الاستقبال التي تستخدم لاستقبال اشارات الأقمار الصناعية التي بواسطتها يمكن الحصول على المواقع.
وتلا ذلك الفصل الثالث الذي حمل عنوان كيف يعمل نظام ال,G P S وبالفعل فقد تعرض المؤلف لشرح خمس خطوات منطقية توضح ذلك القارىء فقد شرح فكرة عمل النظام وجاءت بعد ذلك الخطوات الخمس فالخطوة الأولى وتحمل عنوان التثليث من القمر الصناعي Triangulation From Satellite ثم ذكر في الخطوة الثانية كيفية قياس المسافة من القمر وذكر في الخطوة الثالثة كيفية تحديد الزمن الذي تستغرقه الموجة في طريقها من القمر الى جهاز الارسال. ومعرفة الموقع الصحيح للقمر الصناعي في الفضاء ثم بين ذلك بوضوح في الخطوة الرابعة وذكر في الخطوة الخامسة والأخيرة طريقة تصحيح الأخطاء للحصول على القيم الصحيحة وفي نهاية كل خطوة كان المؤلف يضع اختصاراً لها كملخص في نهايتها وكل تلك الخطوات مدعمة بالصور والرسومات اللازمة لإيصال الفكرة.
أما الفصل الرابع من الكتاب فكان حقاً كما جاء بالعنوان الذي اختاره المؤلف له اطلالة جيوديسية. فقد ذكر في مقدمة هذا الفصل علاقة علم الجيوديسية بالنسبة للنظام الكوني لتحديد المواقع وتعرض فيه المؤلف لأنظمة الاحداثيات وأنظمة الاحداثيات المحلية ثم تعرض لطريقة التحويلات من نظام الى آخر ومن هذه الطرق طريقة هلمرت ثم تعرض للاسقاط وطرقه مثل اسقاط مركيتور المستعرض واسقاط مركيتور المستعرض العالمي «UTM» وكذلك اسقاط لامبرت.
وجاء الفصل الخامس يشرح مبدأ الرصد بأجهزة النظام ثم شرح طرق الرصد بنوعيه الثابت والعادي وأقسامهما وملخص كل طريقة على شكل جدول يوضح مجالات تطبيقيه ومميزاته وجاء الفصل السادس بعنوان دقة النظام G P S تعرض فيه المؤلف لمصادر الأخطاء في النظام والعوامل المؤثرة في الدقة ومجالات استخدام النظام في التطبيقات المختلفة وذكر أمثلة على ذلك مثل:
- تحديد نقاط الضبط المساحي الجيوديسي.
- دراسة حركة القشرة الأرضية.
- النقل والاتصالات.
- تحديد الأهداف.
- الاستشعار عن بعد.
- المساحة التصويرية.
- انتاج الخرائط.
- متابعة أقمار التجسس.
- التسجيل العقاري وتسجيل الأراضي.
- أعمال الرفع المساحي التفصيلي.
أما الفصل السابع الذي شرح فيه المؤلف النظام الروسي المشابه للنظام الأمريكي G P S والمسمى ب«GLONASS» وقدم من خلال جدول مقارنة بين كلا النظامين.
أما الفصل الثامن من الكتاب فقد قدم فيه المؤلف أشبه ما يكون بالهدية للقارىء وبخاصة المختصون وهو جدول يبيّن كيفية كتابة مواصفات فنية لشراء أجهزة النظام الكوني لتحديد المواقع G P S مدعما باللغة الانجليزية.
واختتمت فصول الكتاب بالفصل التاسع الذي احتوى على ثلاثة ملاحق مفيدة للمهتمين بنظام الG P S واحتوى الملحق الأول على مجموعة من الاختصارات الشائعة الاستخدام في هذا المجال وجاء في الملحق الثاني مجموعة من الكتب المفيدة التي تشرح هذا النظام وكلها باللغة الانجليزية واحتوى الملحق الثالث على ما يسمى بالتقويم الفلكي «ALAMANAC» الذي عادة ما يستخدم قبل البدء في الرصد لمعرفة حالة الأقمار الصناعية وأصبحت أهميته قليلة في الوقت الحالي عن ذي قبل ولكن تبقى أهمية الاطلاع عليه لأمور أخرى.
واختتم المؤلف كتابه بمجموعة المراجع التي رجع اليها عند اعداد هذا الكتاب. وبحق فإن المطلع على هذا الكتاب سيلمس الجهد المبذول في اخراج هذا الكتاب وخروجه الى أرفف المكتبات العلمية العربية التي تعاني من نقص حاد في مثل هذه المواضيع.
|