Monday 13th January,2003 11064العدد الأثنين 10 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دقات الثواني دقات الثواني
أحمد بن علي المبارك
د. عائض الردادي

كرم مهرجان الجنادرية هذا العام الشيخ أحمد بن علي المبارك الأحسائي بلداً، التميمي نسباً، المالكي مذهباً، الأديب ثقافةً، التراثي انتماءً، الدبلوماسي عملاً، هذا تعريف عام على طريقة الأسلاف.وقد منح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، ونظمت ندوة لتكريمه يوم الخميس الماضي شارك فيها عدد من الدارسين، تناولت نشاطاته الثقافية، وكانت جيدة لا يؤخذ عليها إلا عدم وجود تنسيق بين المتحدثين الرئيسيين مما جعل بعضهم يكرر معلومات طرحها زملاؤه، وكان بإمكانه تجاوزها بعد أن سمعها للاستفادة من الوقت للمشاركين من الحضور للإدلاء بآرائهم.
ولن أذكر ما طرح في الندوة ولكن سأكتب عن صلتي بهذا العَلمِ الذي سعدت بتكريمه، فقد عرفته من حضوره لندوة عبدالعزيز الرفاعي - رحمه الله - فقد كان حضوره زينة الندوة، لما كان يمتع به الحاضرين من حفظه الشعري، وكنا نسمع منه حفظاً مقامة من مقامات الحريري، فهو يتمتع بذاكرة فريدة في الحفظ.
وأسرته أسرة متميزة في انتمائها الثقافي ومحافظتها عليه عبر قرون، وفي ترابطها الأسري أخذاً بوصية جدها الأعلى مبارك، وقد حضرت قبل سنوات مجلسها الأسبوعي عند عميدها وهو مجلس علم تُقرأُ فيه كتب التاريخ والفقه والأدب.
وتميز أحمد المبارك بين أسرته أنه بعد أن طوف في العالم دبلوماسياً قرَّر العودة إلى الأحساء وأنشأ ندوته الثقافية الأسبوعية تأثراً بالندوة الرفاعية، لكنه جعلها ندوة ذات موضوع ثقافي يتحدث فيه متحدث رئيس تتلوه أسئلة وتعليقات الحاضرين.وقد تيسَّر لي حضور الندوة مرتين: مرة مستمعاً لمحاضرة للدكتور علي الخضيري في محاضرة عن ابن المقرب العيوني الأحسائي، ومرة متحدثاً عن ملامح الثقافة في الحجاز في القرن الحادي عشر الهجري.وأحمد المبارك كريم في بذله، وكريم في حديثه، وكريم في علاقاته مع محبيه، ولطيف مع الناس كلهم، لا تكاد تراه غاضباً أو محتداً حتى مع من أساؤوا إليه، ويظهر ذلك في رسائله التي اختار لها عنوان «رسائل في المودة والعتاب والاعتذار» واطلعت عليها مخطوطة في مكتبته التي تعد من أمهات المكتبات في الأحساء، وآمل أن ترى الرسائل طريقها للطباعة ليطلع القارئ على مكارم الأخلاق، وأرجو أن تصوّر تصويراً فهو قد كتبها بخطه الجميل الذي يمتع أيضاً.إن مما في رسائل أحمد المبارك أدب النفس الذي ظهر في تقدير الآخرين عندما ساح خارج بلاده مع الحفاظ على شخصية قوية في الانتماء لدينها ووطنها فكان مثالاً للدبلوماسي المثالي.أحمد المبارك جدير بالتكريم فشكراً لكل من أسهم في تكريمه، فطابت نفوس محبيه بذلك.

للتواصل: ص.ب 45209 الرياض 11512 فاكس 4012691

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved