بعيداً عن حب الذات

العمل الخيري عمل محبب للنفوس لما يتيح عنه من إشاعة لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي حثنا عليه ديننا الحنيف بل وأمرنا به. ولا شك أن عمل الجمعيات الخيرية عمل يتطلب الاحتساب في الأوقات والأفكار والأموال بل في جميع الأمور والأحوال، فالأنانية فيه ممقوتة لأن الإنسان من خلال العمل الخيري يشعر بحاجة فئات من المجتمع فيبحث الاحتياج ويدرس الوضع بعيداً عن التأثيرات الجانبية ومن واقع فعلي وهذا يتطلب التجرد وان يكون الإنسان موضوعياً في بحثه حتى يعطي التصور الصحيح والواقع الموجود والذي يستفيد منه فاعل الخير ومحبه، وعمل جمعيات البر وسيلة تساهم من خلالها الجمعيات في إيصال ما تجود به النفوس من الغني إلى الفقير ومعه سجلات منظمة وملفات مرتبة يقوم عليها ثقات نذروا أنفسهم لأعمال البر.
ووجود جمعيات البر الخيرية في المجتمع يعمل على درء مفسدة تفكك المجتمع وأثره السلبي في علاقات الناس بعضهم ببعض وخاصة نظرة الفقير المحتاج إلى الغنى كما تعمل على إزالة الفرقة و الأنانية بين أفراد المجتمع و العمل على التفاني في سبيل مصلحة أفراده، ولا شك أن تفعيل العمل الخيري بين الناس يساهم إلى درجة كبيرة في نشر الخير والدلالة عليه والعمل على إيجاد رابط اجتماعي بينهم في تحريك مشاعر الناس لحثهم على دعم إخوانهم ومساعدتهم بما تجود به نفوسهم ونشر مفاهيم الإسلام من التراحم والتوادد والتعاطف والتآلف الذي أمرنا به تجاه إخواننا بعيداً عن حب الذات والمن بالأعطيات وأذى الفقراء بها مع تطهير النفس من الشح والتباغض والتشاحن.
(الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
وفق الله العاملين المخلصين لكل خير وسدد قصدهم.