* نيويورك العواصم الوكالات:
أبدى الدبلوماسي الأمريكي السابق وحاكم ولاية نيو مكسيكو (جنوب غرب) بيل ريتشاردسون الذي اختاره الكوريون الشماليون لاستئناف الحوار مع واشنطن، حذره في ختام الجولة الثانية من المحادثات مع اثنين من الدبلوماسيين الكوريين الشماليين.
وقال ريتشاردسون للصحافيين «آمل في التوصل إلى نتائج إيجابية في نهاية المحادثات، لكنني لا أريد التكهن حول إحراز تقدم»، معلناً أن لقاء جديداً قد عقد أمس السبت في سانتا في عاصمة الولاية.
وأضاف بعد سبع ساعات من المحادثات مع ممثلين عن نظام بيونغ يانغ «أن انسحاب كوريا الشمالية من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية يقلقني ولا شك»، مشيراً إلى أنه يدعم تحرك إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش.
وأضاف ريتشاردسون «انطلاقاً مما أبلغني وزير (الخارجية كولن) باول، فإن للإدارة رأياً حاسماً حول الموضوع ولقد نقلته إلى الكوريين الشماليين»، من دون الإفصاح عن مضمون الرد الكوري الشمالي.
وكانت إدارة بوش أعلنت في مطلع الأسبوع أنها على استعداد لاستئناف الحوار المقطوع مع بيونغ يانغ منذ قرار كوريا الشمالية إعادة اطلاق برنامجها العسكري النووي انتهاكاً لاتفاق موقع مع المجتمع الدولي في 1994.
وكان قد عقد اجتماع أول أمس والمفاوضان الكوريان الشماليان هما مساعد السفير في الأمم المتحدة هان سونغ ريول والسكرتير الأول مان جونغ شول.
ولا يشارك أي مسؤول في إدارة بوش الجمهورية في هذه المحادثات لكن ريتشاردسون، وهو ديموقراطي وسفير سابق في الأمم المتحدة، على اتصال مع باول ويرفع إليه تقارير حول محادثاته مع الكوريين الشماليين.
وحمل سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة باك جي يون الولايات المتحدة المسؤولية عن نشوب التوتر الحالي وقال إن بلاده تواجه خطراً من سياسة أمريكية «عدائية» تجاه جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وسرى الانسحاب الكوري اعتباراً من أمس السبت لتصبح كوريا الشمالية أول دولة في العالم على الإطلاق تتخلى عن معاهدة إن.بي.تي منذ بدء العمل بهذه المعاهدة قبل 33 عاماً مضت.
وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت في وقت سابق من أمس الأول الجمعة انسحابها، لكن قيامها بإبلاغ الأمم المتحدة أضفى صفة الرسمية على قرار الإنسحاب نظراً لأن ذلك تشرف عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تعد بدورها إحدى وكالات المنظمة الدولية.
وسارع سكرتير عام الأمم المتحدة كوفي عنان والسفير الأمريكي لدى المنظمة الدولية جون نجربونتي إلى انتقاد القرار، وطالبا كوريا الشمالية بالتراجع عنه وبالبقاء عضواً في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.وقال عنان في بيان له إنه «يحث كوريا الشمالية بقوة على إعادة النظر في قرارها هذا»، مضيفاً أنه «يجب تسوية المشكلات الخاصة بالبرنامج النووي لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية من خلال حوار سلمي».
واستنكر نجربونتي تلك الخطوة، واصفاً إياها بأنها تعد مثالاً على «ازدراء» كوريا الشمالية بمعاهدة إن.بي.تي واستمراراً لانتهاكها لها في الماضي.
وأعربت كوريا الجنوبية وفرنسا التي تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي خلال كانون الثاني/يناير الحالي عن رغبتهما في أن تحل الأزمة المتعلقة بالنشاطات النووية الكورية الشمالية بالطرق السلمية، كما أعلن وزيرا خارجية البلدين دومينيك دو فيلبان وشوي سانغ هونغ أمس السبت في سيول.
وأعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية «أن الوزيرين اتفقا في ختام لقاء في سيول تبادلا خلاله وجهات النظر حول المسألة النووية الكورية الشمالية، على وجوب إيجاد حل سلمي لنزع فتيل الأزمة عبر الحوار».
وأعلن دو فيلبان الذي يقوم بزيارة إلى سيول مخصصة أساساً لبحث الوضع في شبه الجزيرة الكورية بعد قرار بيونغ يانغ إعادة اطلاق برنامجها النووي، أنه ينبغي بحث الأزمة على مستوى متعدد الأطراف وخصوصاً في الأمم المتحدة لحمل بيونغ يانغ على التخلي عن هذا البرنامج.واعتبر نظيره الكوري الجنوبي شوي سانغ هونغ أنه ينبغي أن تتضافر الجهود الدبلوماسية لكل الدول للتحرك بفعالية بهدف حل الأزمة سلمياً، كما أعلن المسؤول الكوري الجنوبي.
وقابل دو فيلبان الرئيس كيم داي جونغ الذي طلب قيام الحكومة الفرنسية بدور كبير لإيجاد الوسائل السلمية لحل الأزمة، كما جاء في بيان للرئاسة الكورية الجنوبية.
وأكد كبير العلماء في كوريا الشمالية أمس السبت أن بيونغ يانغ التي أعلنت انسحابها من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لا تملك أسلحة نووية ولا تعتزم الحصول عليها.
وقال تاي يونغ شول رئيس أكاديمية العلوم الاجتماعية الكورية الشمالية في تصريحات للإذاعة الرسمية في بيونغ يانغ نقلتها وكالة أنباء كوريا الجنوبية يونهاب «إننا لا نملك أسلحة نووية ولا نحتاج إليها ولا ننوي تصنيعها».
وأضاف يونغ شول الذي أوضح أنه يتكلم باسم جميع العلماء في كوريا الشمالية أنه يؤيد تأييداً تاماً قرار بيونغ يانغ الانسحاب من المعاهدة الدولية معتبراً أن ذلك يحمي المصالح القومية للبلاد.
أعلنت مصادر دبلوماسية في مجلس الأمن الدولي أن مكتب حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيعقد اجتماعاً الاربعاء المقبل اجتماعاً استثنائياً لدرس القرار الذي اتخذته كوريا الشمالية والقاضي بالانسحاب من معاهدة الحد من نشر الأسلحة النووية.
وقالت إن الاجتماع سيعقد في فيينا (النمسا) حيث مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
|