لقد قرأنا وسمعنا ما يبهج الخاطر ويسعد الفؤاد من تلك الزيارة التفقدية التي قام بها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز وطائفة من اخوانه، ولا يشك أحد ان هذه الزيارة هي بداية إن شاء الله للالتفات الى هذه الشريحة من المجتمع الذين ضرب الفقر في بيوتهم وأذاق بعضهم غصصا وعذابا ولم يكتف سموه بالمرور عليهم وهو في سيارته بل ترجل عنها وأزال مشلحه مراعاة لشعور أبنائه بل وقام بالدخول إلى بعض البيوتات وتفقدها وتفقد أحوال سكانها.
1-لقد كنت أحبس في نفسي كلمات حول هذه الفئة من المجتمع والآن ليسمح لي القارىء العزيز أن أسردها عليه خواطر ووقفات.
حث الله تعالى على الصدقة فيما آية من كتابه الحكيم من مثل قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 274] وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]. وقال في حديث أبي هريرة: (والذي نفسي بيده ما من عبد يتصدق بصدقة من كسب طيب ـ ولا يقبل الله إلا طيباً ولا يصعد إلى السماء إلا طيباً ـ إلا كأنما يضعها في يد الرحمن فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه حتى إن اللقمة لتأتي يوم القيامة وإنها مثل الجبل العظيم، ثم قرأ: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم} [التوبة: 104].
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما نقص مال من صدقة) رواه مسلم. وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: (أنفق يا ابن آدم أنفق عليك).
وعند أحمد وغيره قال صلى الله عليه وسلم: (الصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار) قدوتك أخي هذه الفضائل العظيمة والهبات الجليلة من لدن ربك الغفور الرحيم، فمن سبق إلى الصدقة إذ دُعي إليها أو رأى السائل كان له مثل اجر كل من تصدق بعده واعلموا أن أحق من تصدقتم عليهم أقاربكم ومن تعولون.
2 - وهذه رسالة الى أهل الأموال والتجارة أن يسهموا في انقاذ إخوانهم من داء الفقر وذلك عن طريق الصدقة والمساهمة مع جمعيات البر وكفالة الفقراء والأيتام والمعوزين، فماذا لو تبنى أكثر من تاجر مجموعة من الفقراء يتكفل بهم بمواد غذائية شهرية وأغراض المناسبات كرمضان والعيد والعام الدراسي الجديد.
3 يوجد في بعض العوائل والأسر أقارب منهم الغني ومنهم دون ذلك ومنهم الفقير المحتاج فلماذا لا يوضع صندوق مساعدات يقوم عليه أفراد العائلة لرعاية المحتاجين من أقاربهم (والاقربون أولى بالمعروف).
4 في المدارس أيضاً يوجد طلاب وطالبات فقراء يظهر ذلك من خلال ملابسهم أو عدم إحضارهم للفسحة أو الأدوات المدرسية.
فدعوة أيضا إلى وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات ان توجه المدارس الى ضرورة وضع صندوق يسمى (صندوق المدرسة) يُعطى منه الطالب المحتاج حسب ضوابط بإشراف المرشد الطلابي أو غيره يساهم فيه المعلمون والطلاب الراغبون.
5 وهذه رسالة أيضا لوزارة الإعلام أن تقوم بحملة إعلامية مشابهة لما عمل لأخواننا في فلسطين يكون هدفها مساعدة المحتاجين داخل المملكة يشرف عليها وزير العمل الدكتور علي النملة حفظه الله المسؤول عن الصندوق الذي انشأه ولي العهد حفظه الله.
6 أئمة المساجد عليهم مسؤولية تفقد المحتاجين والفقراء والسعي لمساعدتهم والوقوف معهم وبالإمكان وضع صندوق المسجد ويكون نسبة منه لمساعدة هذه الفئة.
خاصة في الأحياء التي يكثرون فيها والتي لا يعدم إمام المسجد بإن يجد من الموسرين من يقف معه ويساعده.
7 أصحاب المطاعم ماذا لو خصص كل واحد منهم 5 وجبات يومية لخمس عوائل من الفقراء أو بالتنسيق مع جمعية البر، كم مطعم لدينا لاشك ان هذه الطريقة ربما تعالج حاجة هؤلاء للطعام.
فإذا افترضنا ان لدينا 100 مطعم في الرياض مثلا فإننا سنطعم 500 عائلة فقيرة.. وهكذا.
8 وهذه فرصة أيضاً لأن ندعو الأندية الرياضية والمسؤولين فيها لكي يسهموا في هذا المشروع مساعدة المحتاجين فالأندية ليست رياضية فقط بل هي اجتماعية وثقافية.
فنأمل ان تفعل الأندية خدماتها الاجتماعية بإيجاد مراكز خيرية داخل الاندية تدعم المحتاجين والمعوزين، فقلوب كثير من الفقراء تتفطر كمداً اذا قرأت تلك الملايين التي تذهب الى لاعبين أجانب مقابل فترة قصيرة من الزمن.
9 ماذا عن إسهامات المستشفيات والمستوصفات الأهلية، لماذا لا تتبنى علاج الأسر المحتاجة مجانا بالتنيسق مع المبرة الخيرية.
بل أملنا أن يتبنى أحد التجار الموسرين مستوصفا خيريا للمحتاجين كما هو في المنطقة الغربية.
وفي الختام نشكر كل من استجاب لنداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم نداء ولاة الأمر، وبادروا بالصدقة والتبرع.
|