قلبي على شرفة الامال قد وقفا
يرنو الى الحلم من ظن له سلفا
وغاب عن كونه في ظل خاطرة
تهفو ويهفو اليها كلما رجفا
كأننا ولهيب الشوق ادركنا
أظلنا الحب في عطف وان عصفا
حب تدوم بأيامي مودتة
ينمو معي عمره ما غاب او كسفا
حب الى الغاده الحسناء والهفي
منها عليها زماني صار معترفا
يصفو بها ولها في كل ناحية
قلب هواها ومن آمالها غرفا
هي السعادة والايام شاهدة
اشراقة الكون تبدو والهوى رشفا
فيحاء يا جنة الدنيا وبهجتها
تلك المشاعر منك قل من وصفا
فدونك المجد ان شئت مفاخرة
اتاك مستجديا يرجو الذي عطفا
اتى اليك ليعلو في مراتبه
مغردا ينشد الامال والشرفا
هذي عنيزة كم جادت بمكرمة
على الزمان بلا ظن ولا اسفا
وكم شدا فجرها الحاني لفرحتنا
وكم شدوت باشعاري هوى ووفا
وكم تغنى بها الشعراء من شغف
فليت شعري سقتني الحب والشغفا
كطلعة الفجر ان لاحت بشائره
بالعلم جادت على ابنائنا وكفا
«الأم مدرسة» ما ضل قائلها
وهي التي قد سقتنا الشهد مختلفا
حتى بلغنا نرى العلياء في وطني
وصار رمزاً لنا ان قيل او وصفا
اكرم بمن منحوها بعض ما وهبت
زهر الوفاء من الفيحاء قد قطفا
هذي عنيزة روض بالهوى عطر
فواحة ايكها بالظل كم ورفا
من النخيل واشجار الغضا قصص
بها النسيم تغنى والهوى عزفا
والبدر القى اهازيجا تسامرنا
لها المصفر مفتون وان ترفا
وكم لعبنا على الطرقات في دعة
وفي الصبا كم ملأناها هوى وصفا
سوق المسوكف والهفوف مثمرة
من كل تجارها مسك بها هتفا
هُمُ الامانة والتاريخ شاهدها
هُمُ الاصالة والصدق الذي عرفا
هُمُ الحياة وما ماتوا وان رحلوا
فذكرهم عبق بالطيب مانشفا
افرحتي أم بكائي حين اذكرهم
لثمت جرحي يقيني انه نزفا
النهر ينسى اذا ما جف مصدره
وفي عنيزة ماض لن يغيب عفا
له الخلود ورايات الهوى رفعت
في كل قلب علامات له وكفى