غابت معاني الأنس عن أيامي
وتطايرت عن خاطري أحلامي
كل الذي أدريه أن حشاشتي
ذابت من الحزن الدفين أمامي
ما عدت أبصرُ غير سيل مدامعٍ
هطلت، فما أبصرتُ ما قدامي!!
أأبا علي والدموع سوافكٌ
والقلبُ أتعبهُ شجاك الدامي
كم كنت مؤنسه وطارد همِّه
ودواءه من علة وسقامِ
ودعتنا، والنفس بعدُ مشوقةٌ
للقائكم ولصحبة الإكرامِ
في العيد تبتهج النفوس بصحبها
وختمته بترحلِ وفصامِ
كم أمنيات صغتها فتبخرت
وتفرقتْ في رقدة وزحامِ
كم كنت تمشي في الحياة مهذباً
واليوم أرداك الردى بسهامِ
ورحلت مغترباً تشقُّ بهمةٍ
درب الكفاح اللاعب المترامي
ورحلت ما بيديك غير تواضعِ
وتلطفٍ وتكرمٍِ ووثامٍ
يا فارساً ما كان أسرع خطوةُ
في الصالحاتِ وفي دروب كرامِ
وأنفتَ من درب الرذيلة والردى
وصعدت للعليا بعزمٍ هُمامِ
ماذا تركت؟؟ تركتَ دنيانا التي
ملئتْ بكل خسيسة وحرامِ
ماذا تركت؟؟ تركت دار ترحلٍ
وتشتتٍ وتناحرٍ وخصامِ
أثنى عليك شهود ربك ها هنا
بمكارم الأخلاق والإسلامِ
أثنوا وكان عزاؤهم فيك الثناء
وقلوبهم تغلي من الأسقامِ
لله في درب المصيبة والدٌ
كتم الأسى بحشاشة وعظامِ
وفؤاد أمك وهو بعدُ محرَق
يشكو الأسى للواحد العلامِ
وصحابك الأبطال كان عزاؤهم
فيك الدموع وحرقة الآلامِ
فعليك ما ذرَّ الصباح دعاؤنا
وعليك ما هبط الظلام سلامي