ما لم يتوقعه أحد في معسكر تكتل الليكود قبل عامين أصبح حقيقة وسمة بارزة للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
الليكود وكل المتطرفين اليمينيين الإسرائيليين لا يكنون وداً ولا يحبذون أن يُذكَر امامهم اسم جورج بوش الأب ووزير خارجيته جيمس بيكر، فهؤلاء غلاة التطرف الإسرائيلي يعرفون أن بوش ووزير خارجيته بيكر هما اللذان أسقطا حكومة الليكود ويساعدان على نجاح باراك. ولذلك فقد أصابهم الغم عندما فاز بوش الابن بعد جهد دفاعي من الوزير جيمس بيكر الذي ترافع عن بوش الابن في قضية «الأصوات في ولاية فلوريدا».
ولكن هذا الغم الليكودي لم يستمر طويلاً بعد أن أدى لقاء بين بوش الابن وشارون، إلى أن يكتشف كلاهما تقارب الفكر اليميني، وأصبحا أكثر من حليفين بعد اللقاء الثاني، وبعد تكرر اللقاءات منح بوش الابن شارون لقباً لا يستحقه حينما سماه رجل السلام...!!
رجل السلام هذا حصل على دعم ووعود من بوش الابن ولعل أخطر ما قاله الرئيس جورج بوش الابن، القول بأن تجميد الاستيطان يتعلق برضا شارون في وقف إطلاق النار ومن «الإصلاحات» في السلطة... وهذا القول في التحليل النوعي يعد أفضل لشارون وعصابته من شهادة رجل السلام، إذ يعد قول الرئيس الأمريكي عملياً شهادة كفاءة لتعميق الاحتلال وتخليد الحرب و«صكاً» من الإدارة الأمريكية لاستمرار سلطة اليمين الإسرائيلي وبقاء شارون لإكمال مخططات اليمين الذي وجد فيه اليمين الامريكي رديفاً فكرياً وحليفاً للحروب التي يخططون لإغراق العالم العربي والإسلامي بها، والنيل من كل دولة وقيادة ترفض هيمنة اليمين.
والغريب أن «شهادة» بوش هذه تأتي قبل أسبوعين من موعد الحسم للانتخابات الإسرائيلية، وكأنه يوجه رسالة للناخب الإسرائيلي تقول بأن بوسع الليكود أن يحافظ على الأمن ويعمق الاحتلال في المناطق الفلسطينية ويبقي على المستوطنات ويوسعها وأن يتلقى ايضا التمويل من العم سام، كله في آن واحد..!!
والشيء المؤكد الذي يتحدث عنه المتابعون للعلاقات الخاصة بين واشنطن وتل أبيب، ان زعيمة العالم الحر راضية عن سياسة حكومة شارون وأنها لو لم تكن راضية لما وافقت على استقبال مبعوثين من شارون لبحث تزويد حكومته بمساعدات مالية في وقت يستعد فيه الإسرائيليون لانتخابات قادمة..!!
|