* الرياض - عبدالعزيز اللهيم:
اسهمت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في تأصيل مفاهيم التراث العمراني المقصود بها المباني الطينية التقليدية وكذلك التاريخية التي هجرها اصحابها في الوقت الحاضر، حيث ان هذه المباني تعبر عن واقع ما كان عليه الآباء والاجداد في الماضي، وان اعمارها تتجاوز 60 سنة تقريباً.
والطين هذه المادة الطبيعية التي استثمرها الآباء والاجداد في بناء المباني الطينية وتطوروا في فن بنائها حتى وصلت بعض المباني لمساحات كبيرة تتراوح ما بين 450م2-800م2 في حوطة خالد «حي الديرة»، كذلك قصور الفوطة على سبيل المثال، ايضاً تعددت الادوار حتى وصلت الى دورين وثلاثة ادوار.
فهذا الارث الحضاري والتاريخي اذا استثمر بشكل جيد ودقيق واختيار المباني المميزة من حيث اهميتها تاريخياً وتوظيفها ثقافياً وتحويلها الى اماكن جذب للزوار كمتاحف لتصبح نموذجاً عمرانياً تقليدياً فأحياء مثل الدحو - الديرة - الفوطة هي الاحياء لها عمق تاريخي حضاري مؤثر في مدينة الرياض بحكم تاريخها وقربها من موقع قصر الحكم اذا استثمرت وعمل لها برامج تنشيطية الهدف منها هو اعادة نشاطها وابرازها من جديد سواء للمواطن والمقيم على حد سواء.
ووضعت الهيئة من خلال مشروع المسح التراثي للمباني الطينية بمدينة الرياض الذي قامت به حيث تم وضع خطة عمل خاصة بهذا المشروع من خلال برنامجها في المحافظة على التراث لعمل المسح وادخال المعلومات فقد تم خلال العطلة الصيفية التعاون مع بعض الشباب السعودي معظمهم من الطلاب حيث هذه نقطة مهمة اقدمت عليها الهيئة في عملية استثمار اوقات فراغ الشباب بما يعود بالنفع المادي والمعنوي والخبرة في هذا المجال.
وقد كان لهذا المشروع عدة اهداف هي:
- معرفة الوضع الراهن للمباني والحالة التي هي موجودة عليه الآن في ظل التطور المعاصر وتوسع المباني الحديثة المسلحة.
- معرفة مختلف العناصر المعمارية المميزة والوقوف عليها من قرب ومعاينتها ومعايشة الوضع الراهن لها.
- وضع حلول علمية مدروسة من اجل المحافظة عليها وتوعية الجمهور بأهمية التراث العمراني والمحافظة عليه لما يحتويه من عبق الماضي واصالة اهله.
- كذلك معرفة كيف عاش الآباء والاجداد في هذه المباني وكيفوا انفسهم مع بيئتهم، في الوقت نفسه هذه المباني تعطي دلالة واضحة ولله الحمد والمنة للناس على ما نحن عليه من تقدم وتطور ونماء وما نعيش فيه من مبانٍ حديثة وطرز مختلفة وتقدم ملموس في هذا المجال.
- معرفة النسب لعدد المباني الطينية في كل حي على حدة ليتم من خلال ذلك وضع الدراسات العلمية المناسبة لوضعية الحي والمباني ومعرفة الاوضاع المتهدمة والجيدة والمتوسطة.
ونذكر هنا بعض الاحصائيات التي خرج بها مشروع المسح التراثي وتم اختيار احياء بها مبانٍ مميزة حيث ظهر العدد الاجمالي للمباني 15507 مبنى تمثل ما نسبته 8 ،15%.
فإذا عملت دراسات تطويرية للاحياء التي تحتوي على مبانٍ طينية مميزة حيث تتمحور في الآتي:
1- تنظيف وازالة ركام مخلفات المباني من بعض المواقع لكي تكون جاهزة للزيارات الميدانية.
2- تطوير احياء الدحو - حوطة خالد بحي الديرة والفوطة وام سليم وجعلها نموذجاً للاحياء التقليدية القديمة والعمل على تطويرها وتنشيطها بحيث تكون منطقة شعبية تراثية يعمل بها اسواق للحرف اليدوية ومطاعم شعبية والعاب شعبية «الرجوع للبيئة المحلية التقليدية» وهي مثال حي للمتاحف المفتوحة.
3- المحافظة على المباني المميزة وعددها 13 مبنى تمتاز بكبر حجمها وجمال العناصر المعمارية النجدية المميزة فيها.
4- عمل بحث تاريخي لأحياء الدحو - حوطة خالد - الدرعية - الديرة - ابراج منفوحة - قصور الفوطة والمباني الاخرى في جوانب متعددة منها النشاطات والاسواق والاحداث التاريخية التي تمت.
مثال ذلك:
يتم عمل دراسة كاملة عن استحداث قرية تسمى القرية النجدية او الرياض الامس وهذه لها فوائد من الناحية الاجتماعية بحيث تربط الجمهور بتراث المدينة من الناحية العمرانية وتعرف بالعديد من الاماكن التراثية واي مكان اذا كان مرتبطاً بحادثة تاريخية معينة او قصة معينة مثل:
1- قصر المصمك.
2- بوابات مدينة الرياض.
3- حي الدحو.
4- حي الديرة «حوطة خالد».
5- قصور الفوطة.
6- وادي حنيفة.
اذن استنتاجاً لما سبق لابد من المحافظة على هذه المباني وابراز اهميتها كارث حضاري مادي ملموس مهم والتذكير به للاجيال القادمة.
|