* أريحا - من مارك هاينريش - رويترز:
جلس الطالب الفلسطيني بسام قاسم بعد ان تقطعت به السبل في محطة حافلات في الضفة الغربية ومعه تأشيرة جاهزة للسفر إلى الولايات المتحدة للدراسة.
وأصبحت هذه التأشيرة لا قيمة لها بعد ان أغلقت اسرائيل الحدود. كان من المفترض ان يتوجه يوم الاثنين الماضي من العاصمة الأردنية عمان إلى الولايات المتحدة لبدء الدراسة في جامعة أوهايو، الا ان الخطوة الأولى لهذا الشاب الصغير إلى الخارج أحبطتها أحدث خطوة لاسرائيل في فرض العقاب الجماعي على الفلسطينيين.
بعد الهجومين اللذين أسفرا عن سقوط 22 قتيلاً في اسرائيل يوم الأحد شددت اسرائيل من القيود المفروضة على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
اكتشف الكثير من الفلسطينيين الذين اعتادوا على حظر التجول الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي وحواجز الطرق ونقاط التفتيش التي حولت التنقل بين البلدات المجاورة إلى مأساة يومية خلال العامين الماضيين يوم الاثنين انه ليس بوسعهم التوجه إلى أي مكان على الاطلاق.
وفرضت اسرائيل حظراً شاملاً على التنقل بين المدن الفلسطينية باستثناء في حالات الطوارئ وحظرت السفر إلى الخارج ومنح تصاريح العمل لفلسطينيين دون سن 35 عاماً.
وقالت الحكومة ان الإجراءات المشددة تهدف إلى إبعاد منفذي التفجيرات عن اسرائيل نفسها ومعاقبة المسؤولين الفلسطينيين الذين يرعون أو يحرضون من وجهة نظرها النشطاء على شن مثل هذه الهجمات على الحافلات والأسواق والمقاهي والتي أفسدت الحياة اليومية للاسرائيليين.
وصرح مصدر عسكري اسرائيلي «الوضع متوتر للغاية في الوقت الحالي حتى اننا نبذل كل ما في وسعنا لمنع الفدائيين من الخروج من البلدات».
ويقول فلسطينيون ان اسرائيل تعرض 5 ،3 مليون منهم للعقاب الجماعي في انتهاك للقوانين الدولية.
وهدد هذا الحظر بافشال مؤتمر اقترحته لندن لمناقشة إصلاحات فلسطينية في الأسبوع القادم دعي إليه مساعدو الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مما أدى إلى قيام خلاف دبلوماسي بين اسرائيل وبريطانيا.
إلا ان أعداداً كبيرة من أبناء الشعب الفلسطيني لديهم مشاكل أكثر أهمية بالنسبة لهم مثل كيفية زيارة الأقارب أو كسب أقوات يومهم أو التوجه إلى المدارس والجامعات.
وكان قاسم من بين عشرات من الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل هذا الأسبوع في محطة رئيسية للحافلات وثلاثة فنادق عادة ما تكون خالية في مدينة أريحا القديمة بالضفة الغربية.
وكانت الحافلات التي كانوا يريدون استقلالها إلى جسر اللنبي بين الأردن والضفة الغربية موجودة داخل موقف مترب مع اختفاء السائقين. والآن أصبح هناك الكثير ممن تقطعت بهم السبل لانهم غير قادرين على العودة إلى منازلهم أيضا.
وقال قاسم وهو يحمل التأشيرة التي كان يعتقد انها ستكون تذكرة خروجه من صراع الشرق الأوسط «استقللت الحافلة إلى جسر اللنبي الا انهم أعادوه، تجاهل الاسرائيليون وثائق السفر التي احملها... بدأت دروس قسم علوم الكمبيوتر في جامعة أوهايو قبل يومين، لذا فانني أشعر باحباط شديد».
وينام قاسم ووالده في محطة الحافلات. وقال والده «الجو بارد ليلاً الا أننا ليس بامكاننا ان نوفر تكاليف الفنادق، لا يمكننا ان نعود إلى نابلس بسبب الحظر المفروض على التنقل،ولكن في حالة فتح الاسرائيليون الطريق فجأة.. لن نبرح هذا المكان».
وأريحا هي المدينة الوحيدة في الضفة الغربية التي نالت الحكم الذاتي بموجب اتفاقات الوضع المؤقت خلال التسعينات والتي لم يعد الجيش الاسرائيلي احتلالها لانها لا تشكل أي تهديدات من جانب النشطاء، الا ان الجنود الاسرائيليين يسدون كل منافذ الدخول.
وعند نقطة تفتيش حوارة التي يحرسها الجيش الاسرائيلي خارج نابلس انتظرت العشرات من الشاحنات والسيارات الفلسطينية لمغادرة المدينة. ويقول طلبة الجامعة انه من الصعب عليهم حضور محاضراتهم.
وتحدث ماهر حروب «20 عاماً» وهو من رام الله فاتته رحلة إلى ليبيا لدراسة الهندسة عما يجيش في صدور الكثيرين وقال «نشعر اننا نعاقب بدون وجه حق لاننا شخصياً لم نفعل أي شيء ضد اسرائيل».
|