Friday 10th January,2003 11061العدد الجمعة 7 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد النظر بالتربية بعد النظر بالتربية

* س: - لديَّ أربعة أولاد ولدان وبنت وآخر صغيرذكر، العجيب أن أحد الأولاد يميل للدقة وعمق النظر وفق الواقع وتحليل ما يقال له والعجيب كذلك أنه مستقل جيد النظرة وواسع النفس، بينما الآخر محب لنفسه جداً يحب أن يتصدر ويمكن أن أستغله وهو يعلم ذلك مادام هذا الاستغلال يصب في مصلحة له. وقد أجعله في مواجهة من أريد له الشر، هو ذكي لماح جيد لكن أخشى عليه في مستقبل حياته أن يكون أداة في يد غيره حتى وان كان صالحاً أريده مستقلاً حراً لا يتقيد بجاه أو مال فيضيع وان وصل إلى نوبل مثلاً. فآمل الرأي منك..؟
س.م.م.م.. الكويت.. الشويخ
* ج: - لم يتبين لي عمر الابنين ولا صفتهما الجسيمة ولا هما شقيقان أم لا، كما لم يتبين لي وضعهما الدراسي ولا ما يميلان إليه من فكر أو ثقافة لكن على عموم طرح السؤال يكون الجواب على مايلي:
فالأول: ذو نزعة سيادة بينة وميل نحو تحليل ما يراه أو يقرأه أو يسمعه وهو من النوع المنبسط الجاد المركز هادىء الطبع واسع النفس يعني (واسع البطان) وهو ذو نزعة حرة شهمة حرة مستقل يميل نحو حرية الفكر والرأي والجدل والبذل (فهو عظيم وقدير) لا يمكن استغلاله ولو بذل له المجد على طبق من ذهب لا غسن فيه ولا كدر ولا بدر أو درر أو نبر، هذا نادر كندرة من يقول أنا أنا البخاري أو ابن حنبل او ابن تيمية أو حسان أو الرافعي أو أبو الحسن الأشعري.
هو نادر لأنه نادر فهو بهذا عظيم لأنه مفكر حر مستقل وقدير لأنه يعرف وطء القدم متى تكون؟ وكيف..؟
ومثله تحيا به الأمم، وتقوم وتسود وبمثله تمت إضافة التجديد في نواحٍ عدة من نواحي الحياة.
لعلك تشجعه على هذا وتستشيره ولو لم تأخذ برأيه لكن مثله يكون فطناً وان سكت فاحرص على استشارته فيما يعلم وأنت في حال جد واهتمام.
هذا الابن هبة عظيمة من الله تعالى ولو لم يكن (موهوباً) فهو نافعك بإذن الله تعالى بنفسه وماله وولده بعد ذلك.
مثله حر مُستقل فهو يحرص على نبل الأخلاق وشريف العمل وطرح الجديد لكنه قد لا يرتاح في حياته لندرة حالته لأنه لايمكن ان يُستغل أو يغسل مخه بحال فهو هنا قد يُؤذى وقد يُحسد وقد يُفهم من باب الخطأ.
فهو من النوع الكريم الحر.
أما الثاني: فهو من طينة كثيرة في هذا الحين ذكي لماح لكنه يستهويه النجاح ولو جاء على حساب ما يعتقده ومثله يسعى للجاه والمال والشهرة ولو لبس عمامة الإمامة حسب ماجاء في وصفه ووضعه كما فهمت من السؤال.
هذا يخشى منه ويخشى عليه.
يخشى منه لأنه ذكي لماح يمكن استغلاله ويمكن كما تقول أن تجعله في المواجهة يعني في.. الواجهة.. فهو هنا إذا لم تراقبه وترعاه وتوجهه قد يفهم حسب مايراد منه وقد يعمل حسب ما يُملى عليه. وقد يكتب ويؤلف حسب شهوة من يرجوه فهو يحب نفسه وعبد لها بحال غامضة، وقد يضر نفسه وغيره لأن مثله ينشد الجاه والسمعة ولو بقي إماماً أبداً إلى ماشاء الله.
نأمل تدبر هذه النقطة بجد دائم ووعي مستديم وفهم حار فلابد ان ترعاه وتوجهه بحسن تدبير وحكمة وعقل، وتبين له مخاطر هذه الصفات السيئة على دينه وخلقه وسمعته حتى ولو أخفاها وبدا كما لو كان ورعاً تقياً فإن الناس يعلمون ولو سكتوا.
لابد أن تبين له هذا حتى يعي حقيقة هذه الحال بواسع من البسط بين كل حين وحين.
ولعلك تعالج وضعه بتدبر سورة.. يوسف صلى الله عليه وسلك وحقيقة تدبر وتمعن سورة آل عمران..»
ويخشى عليه لأنه لا يقدر الآخر وقد لا يقدره لأنه هنا قد يضحي بمائة على حساب واحد أو اثنين أو ثلاثة مادام هذا يراه نافعاً له في حال أو جاه فهو يدري أنه يدري لكن مكمن الخطر هنا أنه قد يعلل ما يقوم به تعليلاً تمليه عليه المصالحة فيركبه لباس الدين مثلاً فيهلك، وهذا أمر يجب فهمه بوعي دقيق ودقيق.
وليس أحسن هنا من تدبر سورة الشعراء/ والقصص/ ويسن. ونظر حال: قصة داود وسليمان عليهما السلام وذلك الذي آتاه الله اياته فانسلخ منها.
لعلك لاتقلق من الثاني بقدر ما تقلق من حال الأول الذي تجب رعايته وحفظه والدعاء له دائماً.
والثاني أمره مهم غايته أنه قناص فرص وهو من النوع الذي قد يدوم في عمله جداً إذا كان يستفيد منه جاهاً ومالاً وتقادمه فيه قد يعميه عن حقيقة مراد الله في آي الكون المقروء وآي الكون المتطور.
لكن مثله مثل الأول دوام الدعاء له بأن يعي وبأن يبصر ويسير على نور وبرهان مبين.
وهناك خطورة (بالغة قد تسببها حال الأول) في حال وقوع الظلم عليه بحال ما فإنه ينتصر بالله إذا ضاقت عليه.
ولذها آمل منك مرة أخرى الإشارة بقراءة وتدبر وتقصي (سورة يوسف) عليه السلام.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved