يظل بعض الناس متمسكاً بطرق وأساليب وسلوكيات تفضح نواياه وتهتك ستره وتنم عما في قلبه..
إن حُكي عن أمر حدث مالت الظنون السيئة نحوه.. وإن عكس البعض عن تضايقه من تصرف غير مسؤول لم يخالط النفوس شك بأنه هو مصدره.. إن جاءت منه بادرة فيها رائحة طيبة شبهها من حوله ببيضة الديك.. وإن حكى خيراً فسره من حوله بأنه حق أراد به باطلاً..
مثل هذا الانسان لا يهنأ ويتقطع قلبه ألماً حين ينعم الآخرون بمزية دونه وخاصية تجاوزته.. يتحسر فؤاده وهو يرى الآخرين ينعمون براحة البال والسعادة سواه.. وشّاء نمام.. لا يأبه بسلوك الطريق الذي يدنيه من تحقيق مصالحه حتى ولو كان ذلك على حساب حقوق الآخرين ومصالحهم.. مرضه أن يقف على حديث عن نجاح وصله آخرون في وقت ظل هو يراوح مكانه بفعل عجزه وتقاعسه عن أداء مسؤولياته المنوطة به..
يضع الذرائع للتهرب حين يعجزه الواقع عن التملص من المسؤولية بقوله: ولماذا لم يفعل فلان؟.. ولو أنه قال «لا» لكانت الرحمة من كل «بلاء» يصدر عنه ويصل أذاه غيره.. ولكن أنى له قوله «لا» وهو الذي لا يتوانى في سلوك كل سبيل يُبلغه الحظوة وينيله القبول وحيازة الثناء الذي يرى غيره وقد نعموا به..
لو فهم مثل هذا الواقع حق الفهم وأدرك ببصيرته لا ببصره لعرف أنه أولى الناس بتطبيق مقولة «يا زينك ساكت» والتزامها في كثير من الشؤون سيما عندما يرتبط الأمر بالآخرين ويلحق بهم الضرر أو يصيبهم بالكدر.. بدلاً من هذا الإيثار «الممجوج» لنفسه.
|