في الفترة الحالية الحاسمة.. من تاريخ الإنسانية.. نلاحظ ان الوقت يمر مسرعاً... ومسرح العالم.. قد تجهز لفوضى.. ونزاع.. والاضطرابات في كل مكان... لذا يظل الإنسان نفسه حائراً.. مضطرباً.. مشوش الذهن.. فثمة أشياء كثيرة.. يعسر عليه فهمها.. وثمة أسرار.. ومسائل كثيرة.. وهناك أسئلة تراود ذهن الإنسان.
وهو إما ان يهمس بها لنفسه.. أو يصرح بها جهرا:
* لماذا نرى الشر مسيطراً... والأحزان.. والآلام تنتشر في كل مكان وبهذا القدر الهائل؟
* من أين جاءت كل هذه البغضاء والأحقاد؟
* لماذا ينغمس الإنسان في الأنانية والطمع والتفرق والعنصرية؟
لماذا غرق الجنس البشري في الفجور.. والطغيان.. والاستبداد.. والظلم؟
لماذا امتلأ العالم بأنواع القمع.. والقهر الإنساني؟
إذا أردنا ان نفهم لماذا تتآمر أمة على أمة؟
لماذا تنقسم العائلة على نفسها؟
لماذا تمتلئ وسائل الإعلام.. المرئية.. والمقروءة بأنباء العنف.. والإجرام.. والانحرافات السلوكية والأخلاقية؟
لماذا تتوالى الأحداث على الأمة العربية والإسلامية.. وتتعرض للمزيد من الإهمال .. والضياع.. وتفكك وحدة الجسد العربي؟
لماذا يتعرض الإسلام إلى.. هجمات شرسة.
لماذا؟ العربي.. يشعر بفقدان الثقة.. والإحباط المستمر؟
تشكل هذه الضغوط معاول هدم للقيم والمثاليات.. وتفكك أواصر المجتمعات.. حيث صعوبة التعايش مع الأحداث يجد الإنسان نفسه في حالة تصادم حيث تعيش الأحداث بمعزل عن واقعه وظروفه.. ومتغيراته فهي متضاربة ولايجد فيها حلولاً لمشاكله.. فيشعر بشك في جدوى الصراعات من ثم لايدرك أين الصواب.. وأين الخطأ.. فليس هناك رؤية واضحة حيث يشوبها الغموض.. وتحجبها الازدواجية بين القول.. والفعل.. إذا تعرضت المصالح السياسية إلى مفاهيم وأفكار تؤدي إلى حدوث بلبلة فكرية.. وتصدع.. واختلال فيشعر بحالة من اللامبالاة وعدم الاهتمام بما يدور من أحداث.. وعدم تقديره المسؤولية.. مما يؤدي إلى الاغتراب.. والجنوح عنه.
هذا هو المبدأ الذي يسود.. ويوجه جميع الأحداث الحالية بالرغم مما يدعيه المسؤولون عن قيادة هذا العالم اليائس البائس.
يعمل هذا المبدأ على نشر الفوضى بين الشعوب، هذه القوة مصممة على جرف الإنسانية في الحجج والشقاء فهل من أمل ضئيل بتحقيق السلام في العالم..؟.
|