كفي عن الدمع يا عيني فليس به
جدوى سوى ألم الأجفان والرمدِ
أو فاسكبيه فما لي فيك من أرب
دفن نورك في جوف الثرى الهمدِ
إذا استجرتك يأبى الصبر منصرفاً
وان بحثت عن السلوان لم أجدِ
وكيف يسعفني صبرٌ ألوذ به
ولوعة الخطب فوق الصبر والجلدِ
مالي من الأمر شيء أستطيع به
رد البلاء ولا دفع الردى بيدي
أعيا القضاء سباق الطب فيك وهل
ينجي الفريسة سيف من فم الأسدِ
إذا جرى القدر الماضي لغايته
لم يمنع الطب مقدوراً ولم يزدِ
أيا غريبٌ ليومِ الحشر غربته
أسلمتنا لعذاب من نوى صعدِ
يا غائب لا تؤوب الدهر من سفر
وأيِّ أوب لنا والموت مبتعدِ
كنا إذا غبت يوماً لا نطيق نوى
واليوم غيبتك الكبرى إلى الأبدِ
مضيت كالطيف لم تلبث إلى أجل
وسرت كالطيف لم تمكث إلى أمدِ
خلفتنا لجوى الذكرى وحرقتها
والبيت بعدك أمسى واهي العمدِ
نراك في كل شيء ماثلاً أبداً
حتى كأنك فينا غير مفتقدي
اليوم نطعم ما أحببت مطعمه
بالدمع من بعد صفو العيش والرغدِ
قالوا اصطبر لقضاء الله محتسباً
وكفكف الدمع من عينيك واقتصدِ
فقلت ما حيلتي فالدمع يغلبني
حتى فؤادي بنار الوجد متقدِ
فقد الأحبة أقسى ما نكابده
من الحياة فيا ويلي من الكمدِ
وللفراق تباريح وأفدحها
نوى كريم بجوف الأرض ملتحِدِ
ضاقت عليَّ رحاب الأرض وانشعبت
إلى طرائق شتى بالأسى قِددِ
مصيبة لو على ثهلان قد نزلت
لبات من هولها يشكو إلى أحدِ
أكاد أقتل نفسي حين أذكره
لولا يقيني وإيماني ومعتقدي