وطني يا مسرّتي يا مرادي
بهجة الكون درة الأوطان
قبلتي في الهوى ومعراج روحي
وزلال لقلبيَ العطشان
أنا خِلٌّ متيم في هواه
إن تَغَنَّوا بغادة أو رزان
واحتضاني له يداوي جراحي
وأرى فيه ما يرى العاشقان
أنا أجريت حبه في دمائي
فغدا منه مُدْمناً شرياني
في ربا نجد رايتي وطموحي
وسطوع الملوك والإيوان
وإذا كان بالحجاز مقامي
ففؤادي يبيت في الظهران
وإذا صغت للقُرَّيات لحناً
فحروفي تجول في جيزان
وطن تغدق المنى راحتاه
ومُغيث المكروب واللهفان
مهبط الوحي مَشْرِقُ النور منه
زِينَ جيد التاريخ بالفرسان
كان نهباً لهمُ خوف وفقر
ومجالاً للجور والعدوان
فأتى الفارس الهمام كفجر
كحياة تدب في جثمان
ذاك عبدالعزيز ميلاد مجد
غار منه المريخ والفرقدان
صاغها للوجود لحناً ندياً
عبقري الألحان والأوزان
تتزيا أرجاؤها بالسجايا
وتُباهي بحكمة واتزان
يا ربيع الآداب غَصَّتْ حلوق
حين كنت منارة الإيمان
أنت فجر الإسلام أنت حماه
أنت منه كالروح للأبدان
ستظلين منبراً للبرايا
ينشر الحق والهدى غير وان