لا أحسب أنَّ شيئاً يغريني مثل ما تغريني العبارة اللمَّاحة، والمفردة الجاذبة، والفكرة التي تختبئ في بُرْدي السؤال حتى إذا ما لهثتُ من ورائها تبدَّت لي بأوجه الإجابات الجميلة... تلك التي قد تكون الشمس، وقد تكون البدر، وقد تكون القيعان وقد تكون النهر، ومن وراء شعاع الشمس، وخيوط البدر، وزخم القيعان، وانسيابية النهر تنهمل الكلمات، وتنمو المشاعر.. وتأتي تركض إلينا الدَّلالات التي قد نتصيَّدها، وقد تُلقي بنا في شباكها...
وهيلدا إسماعيل..
استطاعت بلا مواربة أَنْ تزجَّ بي في هذا الإغراء الجميل... بجميل عبارتها، ولماحية حرفها، وجاذبية مفردتها، بل بشيء خفي وراء دلالات كلماتها لا أحسبه ينمُّ إلاَّ عن كاتبة مبدعة بديعة...
أين كانت؟
متى جاءت؟
ربَّما يكون قصوري في ملاحقة ما ينبت فوق ثرى أرض الكلام عندنا لكثرة الأعشاب وتداخل ألوانها وأطوالها واختلاف رسومها وأشكالها...
لكنَّ هيلدا...
نبوءة إبداع جميل... أسلوباً... وعبارةً... بمشاعر غضَّة... تنسكب في أوردة النُّشوء الطَّالع الطَّامح... وخطو آمل أن ترسخ له بصماته فيما يأخذ بدفَّة المجداف نحو عمق بحر الفكر، الفكر الذي يمنح ويمتح مالا ينتهي أو يتلاشى...
إنَّها بين قوسين يؤكِّدان ميلاداً جميلاً باهياً مشرقاً يركض أمام الشمس والقمر...
تحية...
وترحيب
لا نهاية لهما.
|