|
جاءت هذه المرأة لكون زوجها مريضاً بالقلب ولكرهها له وقد انجبت منه ولكونه يراجع المستشفى ويرقد فيها كثيراً وهو يسكن بجوار اهلها، انطلقت ذات صباح الى المحكمة لتقول ان زوجي غائب لا اعرف مكانه وتقدمت الى المحكمة بهذا الطلب، ولأن المحكمة موفقة بحمد الله تعالي الى اخذ الاحتياطات الشرعية فقد جرى الاعلان في احدى الصحف وتخابر به الناس ومن ضمنهم جيرانهم وفجأة جاءت بالشهود للقاضي بشكل سريع بعد انقضاء مدة الاعلان، ولأن الزوج كان منوماً طيلة فترة الاعلان في المستشفى فلم يعرف هذا الاعلان ولم ينقل اليه خاصة انه لا يقرأ ولا يكتب، وكانت أيضاً تزوره لتطمئن انه لا يعلم عن الامر شيئاً ثم جاءت بشهود زور يشهدون بغيبته وانه لا يعرف مكانه، وأنها بحثت عنه وكتب للجهات المختصة التي لم تستدل عليه لكونه يقيم اقامة نظامية، ولان المملكة قارة كبيرة فلا يعرف مقره فيها وفعلاً جاء الشهود فسمع القاضي ما لديهم من شهادة ورصدها واجل الامر لمزيد من التثبت وبقدرة من الباري سبحانه وتعالى يتهادى هذا المريض بعد ان اخبر بالاعلان، ومعه صورة من الاعلان ورجلان يشهدان بأنه مجاور لهما، فيخبر القاضي بذلك، ولأنه شهم ابي كريم فقد قال كلمته التي لا ترد: «ما دامت لا تريدني فأنا كذلك لا أريدها، ولكن تسلمني ابنتي وأخلي سبيلها». فرضيت هي بذلك، وأعلنت تسليمها له، والتزمت بذلك ثم اجرى القاضي ما يلزم شرعاً لمعاقبة المزورين ومعاقبتها هي بما تستحق، وكان الفراق واخذت الطفلة من بين يدي أمها وهي تبكي أسيرة حسيرة كسيرة نتيجة خيانتها وزورها وظلمها لأبي هذه البنت، ولان أب البنت لما عرف ما فعلت، وانها استطاعت ان تزوَّر وتفتري على القضاء ادرك ان عدالتها ساقطة، وانها غير مؤهلة لتربية ابنتها على هذه الاخلاق الشرسة فالتقط بُنيته وولّى مدبراً ولم يعقب وبقيت تعيش هموم كذبها وحسراتها وآلامها. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |