Friday 10th January,2003 11061العدد الجمعة 7 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

موقفنا من اختلاف العلماء موقفنا من اختلاف العلماء
إبراهيم بن محمد المريع

«الرأي» من المفرح أن يقبل الناس على الفتوى قبل الشروع في العمل قال جل جلاله {فّاسًأّلٍوا أّهًلّ الذَكًرٌ إن كٍنتٍمً لا تّعًلّمٍونّ} ومن الطبيعي أن يتلمس المسلم العلم من منابعه خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه وسائل الإعلام والاتصال وظهرت مسائل عديدة تحتاج إلى بيان للحكم الشرعي من العلماء كما أن تعدد وسائل الاتصال بالعلماء وتقبل الأسئلة بأنواعها - وإن كان - يخدم العلم الشرعي وينميه لدى العامة إلا أن هناك بعض الأمور الناتجة عن سوء تعامل الناس مع العلماء وجهل المستفتين بالطريقة المثلى للاستفتاء تشاهد في كل حلقة من حلقات الفتاوى عبر وسائل الإعلام المختلفة. لقد أنعم الله علينا في هذه البلاد المباركة بعلماء نحسد عليهم ويقل نظيرهم إلا أننا لم ندرك هذا الأمر ولم نستغل وجودنا بينهم بالاستفادة من علمهم ربما نالهم من البعض قدح وتكلم في علمهم.
نعم إنهم غير معصومين من الخطأ وهم مجتهدون إلا أننا نعجب ممن أشهروا أقلامهم وسلوا ألسنتهم لتناول لحومهم بأحكام عشوائية تعتمد على القيل والقال والظن السيئ ونحن إذ نلوم من ينتقص العلماء فإن المؤمل من العلماء أن يكون لهم اتفاق في الطرح وإن اختلفوا في الحكم فكل عالم مجتهد ولا بد من الخلاف ولكننا نريد اجتماعاً في الأسلوب المثالي للالتقاء بعامة الناس عبر وسائل الإعلام أو غيرها. إن حدوث اللغط والشقاق في مسائل يختلف فيها العلماء سببه الأول عدم معرفة العامة بأدب الخلاف وعدم استيعابهم لاستدلالات العلماء ووجهة نظرهم ولذلك يسارعون فيتهمون العلماء في نياتهم وأغراضهم. إن المسائل الخلافية في موضوع يهم المجتمع أجمع يجب أن تسند إلى الإفتاء ليكون هو الفيصل في الخلاف حتى لا يتيه أفراد المجتمع بحثا عن الإجابة التي تروق لهم عبر الإنترنت أو الفضاء فيفتح لنا باب يصعب إغلاقه فيما بعد من تشويش للذهن وانتقاص لأهل العلم وتتبع الرخص فينتقل الفرد بين العلماء لا لترجيح يستند على أصول علمية بل يعتمد على الهوى وعلى اشياء أخرى تؤجج الخلاف وتفرق المجتمع.
إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره وعندما تكون هناك فتوى لعالم أجاب إجابة مبنية على سؤال السائل فان الإجابة ستختلف عنده كثيرا لو سأله آخر بطريقة أخرى لذلك فان تناقل فتاوى الأفراد في موضوع واحد ليس بجيد فلكل حالة ما يميزها عن غيرها فعندما يسأل العالم عن موضوع خاص ويتناقله الناس كحكم عام فستحصل الفتنة ويلتبس الأمر على الناس وعندما تنتشر الفتوى على خلاف ماقال العالم وقد أمطر بوابل من الشتائم يستشهد من نقلها انه سمعها في الإذاعة بأذنيه!!! فهل يعي افراد المجتمع فقه الخلاف وآدابه واحترام من بذل وقته وجهده وماله للعلم الشرعي وعدم الحط من قدره بسبب سوء فهمنا وظننا بل حتى لو أخطأ فحسبه أنه مأجور وهل يتنبه علماؤنا الأفاضل لخطورة اندفاعهم بلا تنسيق وما يجر من بلبلة في أوساط المجتمع سيما في قضايا يتسع المجال فيها للاجتهاد ويكثر فيها الخلاف الذي لا يستوعبه عامة الناس.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved