* لاهاي - خاص بـ «الجزيرة»:
انتقد د. سفيان ثوري سريجار مدير المركز الاسلامي الثقافي بهولندا ما بثته وسائل الاعلام الهولندية في الاونة الاخيرة من اساءات الى الاسلام وصل الى حد التطاول على القرآن الكريم، ومبادئ العقيدة الاسلامية..
مشيراً الى ان هذا السلوك المرفوض يتطلب اتخاذ موقفاً حاسماً، وتنفيذ استراتيجية للرد على مثل هذه الاساءات، والافتراءات، والتي راجت في كل وسائل الاعلام الغربية في اعقاب احداث سبتمبر.
واشار د. ثوري في تصريحات ل«الجزيرة» الى قيام عدد كبير من الائمة ورؤساء الجمعيات الاسلامية بهولندا في توجيه اعتراض رسمي للجهات المعنية حول ما تبثه وسائل الاعلام من اساءات للدين الاسلامي، والمسلمين، مؤكداً تبني المسلمين في هولندا استراتيجية لمواجهة مثل هذه الاساءات في حالة تكرارها، والعمل على عدم تكرارها في المستقبل، وهذه الاستراتيجية تنقسم الى قسمين: القسم الاول على المدى القريب، ويهدف الى الاتصال بما يسمى اللوبي افراد معينون من الكتَّاب او المثقفين الذين يقومون باساءة الى الاسلام بشكل فردي، ومناقشتهم لتوضيح صورة الاسلام، وما قد يجهلونه من تعاليم الشريعة الاسلامية، وفي حالة رفض الجلوس والنقاش يتم الاتصال بافراد آخرين للقيام بالرد في وسائل الاعلام الهولندية والغربية وليس في وسائل الاعلام الاسلامية.
بالاضافة الى عقد ندوات علمية ينظمها اشخاص مسلمون مؤهلون قادرون على مناقشة ما يكتب في وسائل الاعلام الغربية، على ان يتحدث في هذه الندوات مسلمون غربيون ممن يعيشون في الغرب، باعتبارهم أدرى وأعلم بعقلية شعبهم.
مشيراً الى ان هذه الانشطة تحتاج الى امكانيات مادية وامكانيات معنوية من قبل الجمعيات والمراكز الاسلامية، والامكانيات المعنوية، قد تكون متوافرة، ولكن الامكانيات المادية ضعيفة.
ولمنع تكرار مثل هذه الاساءات على المدى البعيد، افاد د. ثوري : بأنه يجب وضع خطة لتوعية المسلمين وغير المسلمين عن طريق تأليف الكتب الاسلامية الصحيحة باللغة الهولندية، بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الاسلام، والتي قام باعدادها مستشرقون أساؤوا الى الاسلام، ومن هذه الكتب الاسلامية التي تساهم بتصحيح المفاهيم كتاب مبادئ الاسلام باللغة الهولندية، وترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الهولندية، مشيراً الى اهمية دعم ومساعدة مشاريع تأليف وترجمة الكتب الاسلامية باللغات الرئيسية في اوروبا، كذلك العمل على انشاء مركز اعلامي وظيفته تنحصر في جمع المعلومات والاخبار، والتي تتعلق بالاسلام والمسلمين، ومن ثم تقييمها، والرد عليها متى كان هناك حاجة لذلك، ويتولى المركز مهمة الاتصال والتنسيق مع مراكز الاعلام الاخرى في اوروبا، والتي تقوم بنفس هذه الاعمال، وكذلك على المركز في وضع اولويات نشاطه واستراتيجيته ان تخرج من دائرة الدفاع عن الاسلام الى دائرة تعريف الناس والاوروبيين بمحاسن الاسلام وتعاليمه السمحة، وتأليف وطبع الكتب التي تتحدث عن احتياجات المسلمين وغير المسلمين في ديار الغرب.
| 
