|
|
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. وبعد: أتدرون ما الصورة الكربونية؟ إنها تطابق الأجيال جيلا بعد جيل، إنه زرع الحقد والبغضاء والعداوة في قلوب الناشئة فتجد الشاب متعلماً ويحمل أفضل الشهادات ويكمل عقلية قديمة قد امتلأ قلبه حقداً وضغينة على إخوانه المسلمين كأنه من الجيل السابق لم يحرك فيه تعليمه شيئاً يتذكر الماضي وهو قد مضى لاينسى الإساءة التي كانت لأجداد سابقين ليس لعفو مكان عنده، قلبه خصب للحقد والبغضاء تجده يرتقي في المناصب ويتعلم في المدارس ولكن حينما تخاطبه تجده بعقلية متحجرة لا تعرف إلا الحقد والبغضاء لا تعرف المحبة، لا تعرف العفو والعفو من شيم الكرام والتسامح صفة الأخيار، ليس له هم إلا الانتصار على خصمه وقد تربى على هذا الحقد والبغضاء منذ نعومة أظفاره. وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه. عوده على كراهية فلان وعلان. هؤلاء هم الذين أخذوا مال جده وهؤلاء هم الذين أساءوا إلى أبيه وهؤلاء هم الذين نصبوا العداء فلا يمكن مسامحتهم ولا يمكن العفو عنهم فينشأ هذا الحقد ويتربى في القلب حتى يصبح الحقد عنوانا لهذا الشاب تجد القضية في القضاء تستغرق في المحاكم سنوات عديدة لم يكن لها حل بل تجلس أجيالا متتابعة وقد تشعبت هذه القضية إلى قضايا أخرى فما السبب؟ إنه زراعة الحقد في القلوب، إنها الأجيال المتلاحقة التي لابد ان تتعلم من العفو والمسامحة والتسامح، فديننا دين التسامح فلا بد أن تعفو عن من أساء إليك لابد ان ننسى أخطاء الماضي فنحن أبناء اليوم فتذكر الماضي حمق وجنون وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة حيث ان ملف الماضي عند العقلاء يطوي ولا يروي يغلق عليه أبداً في زنزانة النسيان لأنه ماض وانتهى لا حزن يعيده ولا الحقد يعيده. لا تعش في كابوس الماضي أنقذ نفسك من شبح الماضي. أتريد أن ترد النهر إلى مصبه والشمس إلى مطلعها والطفل في بطن أمه. القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر وتمزيق الجهد وخلق جيل قديم. لا بد لكل جيل طباعه عاداته وأخلاقه لا بد ان نأخذ من الجيل القديم حسناته ونترك سيئاته أما ان نأخذ منه العداوة والبغضاء نأخذ منهم الحقد والحسد فلنجعل الماضي يجمع ما فيه ذكرى لا نتذكر منها إلا الشيء الجميل ننظف قلوبنا من الحقد والبغضاء نتعلم الحب نزرع البسمة نتعلم العفو فالعفو من شيم الكرام ننسى الماضي فالسابقون لم يأخذوا معهم شيئاً من الماضي ونحن كذلك سنترك كل شيء ونذهب عن هذه الدنيا بالعمل الصالح إن شاء الله فلنحرص على تنظيف القلوب ونمد اليد إلى من خاصمناه ونكون إخواناً متحابين ننسى الإساءة ونذكر الحسنة قبل أن يفوت الوقت ونخسر الشيء الكثير ونذهب من هذه الدنيا ونحن لم نحصل على شيء سوى الكراهية من الناس والحقد وقطع صلة الرحم وسيئات كثيرة تكون معنا، فلنتدارك أنفسنا. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |