حينما تدلف قدمك الى بيتك تذكر كم نعمة تتقلب فيها صباحا ومساء، بل كم لديك من فوائض نعمك ما انت في غنية عنه، وغيرك في امس الحاجة اليه فهل فكرت في ذلك؟
دعني اذكرك نعمة واحدة الا وهي نعمة توافر المصاحف في بيوتنا فكم في بيتك من مصحف، وكم يدخل بيتك في كل عام من مصحف؟ سواء أكان القرآن الكريم ام بعض اجزائه، السنا نشتري المصاحف في رمضان وفي غيره؟ السنا نتهادى المصاحف؟ أليس لنا ابناء وبنات يدرسون وتسلم لهم الوزارة في كل عام مصاحف كاملة او اجزاء منها؟ أليس لدينا قرابة ثلاثة ملايين طالب وطالبة؟ اي ثلاثة ملايين مصحف سنويا تدخل بيوتنا؟ ان في كل بيت معدل اربعة اولاد يدرسون في المرحلة الابتدائية وسيأخذون مصحفا او جزءا منه في كل عام فكم دخل من المصاحف في كل بيت لننظر: 4 طلاب x 6 سنين =24 مصحفا للمرحلة الابتدائية وتسلم لهم الوزارة في كل عام مصاحف كاملة او اجزاء فما مصير هذه المصاحف أليست مركونة على الارفف تقتات منها الارضة ويتلفها تقادم العهد وتتمزق اوراقها لعدم المحافظة عليها والعناية بها. هل احتفاظنا بها لنقرأ بها ام اننا لا نحسن كيف نتصرف فيها؟
الم نسأل انفسنا كم كلفت هذه المصاحف من مبالغ مالية وكم غيرنا في امس الحاجة اليها؟
الم نكن الى عهد قريب لايكاد يوجد في المسجد الا مصحف او مصحفان فضلا عن ان يوجد في كل بيت عشرات المصاحف؟ الم نكن الى عهد قريب يحمل كبار السن لدينا مصاحفهم من بيوتهم الى مساجدهم ثم يعودون بها معهم الى بيوتهم؟
انك حينما تزور اخوانك في ادغال افريقيا اواحراش آسيا لا تجد في القرية كلها مصحفا بل لاتزال بلاد بأكلمها تدرس القرآن الكريم من خلال الالواح الخشبية، فالمدرس يملي على الطلاب من حفظه والطلاب يكتبون القرآن في الواحهم ليحفظوه ثم يمسحوه من الغد ليكتبوا درس اليوم فهل تصدقنا عليهم بما توافر في بيوتنا من مصاحف لا نستفيد منها، انهم في امس الحاجة اليها بل انهم يطلبون من المؤسسات والافراد الذين يزورونهم - المقررات الدراسية فما بالك لو ارسلت اليهم المصاحف.
واظن أن كل مسلم سيجود بما لديه من مصاحف لو اطمأن الى الطريقة التي تضمن الافادة منها، واظن ان الامر يسير ولا يحتاج الى مزيد تكاليف وذلك من خلال الطريقة التالية:
1- ان تتبنى احدى المؤسات الخيرية الترتيب لهذا الامر والافادة منه.
2- التنسيق مع ائمة الجوامع لاستقبال فائض المصاحف وتخصيص خزانة في كل جامع لوضع هذا الفائض.
3- جمع هذه المصاحف من المساجد وتخزينها في مستودع في المؤسسة.
4- ترميم ما يحتاج الى ترميم ثم تغليفها ووضعها في كراتين تمهيداً لشحنها الى المراكز والمدارس في افريقيا وآسيا لتعظم الافادة منها.
اننا ينبغي ان نعتني بهذا الامر ونوليه ما يستحقه من العناية والرعاية صيانة لكتاب الله من التلف، وشكراً لله على توافر هذه النعمة وسداً لحاجة اخواننا.
ان من هجر القرآن تكدسه في بيوتنا ولا نقرأ فيه وغيرنا يتطلع اليه، فلنتق الله فيما بين ايدينا ولنراعِ الله في احتياج اخواننا، ولندفع هذه المصاحف الى من يحتاجها بنية الصدقة فيها ووقفها على المستحقين فمن وقف مصحفاً فله مثل اجر من قرأ فيه وحفظه.. فمن صاحب المبادرة لهذه المشروع المبارك؟
( * ) الرياض
|