بعد تأليفي لبعض القصائد المغناة نتيجة تأثري بالأغنية الرائجة في ذلك الوقت، قررت الانضمام الى جمعية الثقافة والفنون في الرياض فموهبتي يجب ان ترعاها مؤسسة حكومية او شركة او جمعية حتي لا تتعرض للانقراض مثل الديناصور وبالفعل سجلت فيها كعضو ناشط وبعد عدة جلسات طارئة ومشاورات ومداولات وأخذ وعطاء قرر مجلس الإدارة منحى العضوية «هاوي شعر» واصدر لي بطاقة عليها صورتي «شاعر زمانه».
وأصبحت اتردد على الجمعية باعتبار انني عضو ومن حقي الدخول والخروج متى شئت وحضور البروفات الغنائية والمسرحية حتى ولو لم افهم فيها والاعتراض وابداء الرأي. وهناك تعرفت على الاستاذ الشاعر احمد السعد والأستاذ الممثل حمد المزيني والفنان حمدي سعد ومازلت احمل لهم ذكرى طيبة.
وكشخص قروي «بكرتونة» كما يقولون لا يفقه كثيراً في الأغاني والفنانين طلبت وعلى الفور مقابلة المسؤولين وعلى أعلى مستوى والتقيت بالسكرتير على ما أظن «الجار الله» وبعد الاطلاع على دفتري الشعري الذي تقطع واهترأ من كثرة عرضي له «معرض الكتاب أيام زمان» على الكبير والصغير والشاعر وغير الشاعر، طلبت منه اهداء بعض القصائد للفنانين طلال مداح (الله يرحمه) ومحمد عبده وحلفت ان تكون على ذوقه وكان شرفاً كبيراً ان يغنى لي مهما كان وزن هذين القطبين.
ويبدو ان الجار الله فوجئ بطلبي فقال: ألا يمكن ان تتريث لبعض الوقت فظننت انهما مشغولان فقلت: طيب شف لي ام كلثوم او عبدالحليم حافظ وفكني من فريد الاطرش ترى ما ارتاح له يا خوي». ولم ادرك وقتها ماذا كانت تعني ابتسامة الجار الله إذ أدرك انني «بريء جداً» وطيب للغاية وجاهل في مثل هذه الأمور، فقال: ولا يهمك اعطني فرصة أفكر، ويبدو ان الاستاذ احمد السعد فهم مغزي كلام الجار الله فأخذني على جنب وشرح لي ان البداية من عند شاعر غير مشهور تكون مع مغني غير مشهور يقبل بالوساطة قصايدي، ولم افهم كيف اشتهر مع المغني غير المشهور.
وكان محمد عبده في اوج مجده آنذاك وكان بعد ظهور الأغاني الرائعة «ايوه ويا صاح» وعندما لم افهم.. قال أحمد السعد وخلفه المزيني الذي كان يقرض الشعر أيضاً: ولا يهمك عندي محمد عبده انا اضمنه لك.. «بس ابيك» فقط تكتب لي اغنية في مستوى «ايوه» فأجبت وبسرعة: بس؟ بسيطة والآن فقال: لا لا لا ليس الآن.. رح بيتكم وجيبها بعدين.. واظنه يدرك انني لن اعود ابداً.
وذهبت لبيتي واستمعت لأغنية محمد عبده «ايوه» وتمعنت في كلماتها وكنت اعرف انها لشخص اسمه «دايم السيف» ولم اكن اعرف انه هو صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير الشعر الشعبي.
ورغم انني نشرت بعض قصائدي في بعض الصحف وألقيت قصيدة في مناسبة وطنية إلا انني منذ ذلك الوقت والى الان احاول ان أؤلف اغنية في مستوى قصيدة واحدة للمبدع دايم السيف ولم استطع وهكذا تخلصت الجمعية من متشاعر بطريقة ذكية والحمد لله على كل حال.
|