على طاري شعبان عبدالرحيم قرأت في الصحف قبل فترة انه صنف ضمن محاور الشر بسبب أغنيته «أنا بكره اسرائيل» وبدأت تتعامل امريكا معه بأسلوب المقاطعة والحصار الاقتصادي حيث رفضت هوليوود تصوير فيلمه «فلاّح في الكونغرس» داخل استديوهاتها، طبعاً أخونا شعبان ما صدق خبر وعلى طول صرح تصريحاً قال فيه: «أمريكا حطت راسها براسي ودخلت الحرب ضدي» عاد هو راسه كبير «بسم الله عليه»!.
في زمن شعبان عبدالرحيم كل شي جايز فشعبان «اللي هو مكوجي في حارة شعبية» صار هو الضيف المطلوب في الفضائيات، و«نمط» شعبان صار هو النمط اللي «ماشي سوقه» في الأغاني وحتى في طريقة الحياة، زمن شعبان عبدالرحيم كسر حتى زمن أم كلثوم!.
من حق شعبان انه يصير أي شي ويحتل أي مكانة، من حق هذا المناضل انه يصير مقدم برنامج «أد الدنيا» ويكون اسم البرنامج «شعبان شو» وتسمية البرنامج باسمه تعني أن عامل الجذب في البرنامج هو «شعبان عبدالرحيم» نفسه يعني شعبان صار عامل جذب مثله مثل «لاري كنج»!.
على طاري «شعبان شو» شاهدت حلقة من برنامج «هنا معتز» اللي عامل الجذب فيه هو: معتز الدمرداش مقدم الأخبار «الثقيل الطينة»! المهم كان من ضيوف البرنامج مطرب نسخه من شعبان «شكلا ومضموناً» وكان يغني أغنية اعتقدت انها لشعبان لولا أن معتز علق بعد الأغنية قائلا ان «سيد عبدالرحيم» فنان له فنه المستقل والمختلف عن فن شعبان عبدالرحيم، وشلون يا معتز مستقل ومختلف عن شعبان وأغنيته كلماتها تقول: «أنا جاني تلفون من عند التلفزيون، قالوا لي عندك مقابلة رحت جبت بنطلون .. عشان التلفزيون»، «كلمات أغنيته كنها سوالف ترمس شاهي آخر الليل!» كيف تقول انه مختلف والأغنية نفس أسلوب شعبان «المميز» حتى فيها طاري بنطلون مما يعني ان لها علاقة بالملابس وكويها! لما أنهى أغنيته الرائعة أخينا في الله سألوه عن سر الشبه الشديد بينه وبين شعبان مع انهم ليسوا إخوان ولا أقارب فقال الفنان الكبير انهم أصدقاء و«عيال حته وحده» «شكله هو معلم القهوة اللي يتقهوا فيها شعبان» ولما سألته آثار الحكيم عن كاتب كلمات أغنيته الرائعة قال «داللي كاتبها واحد مش أي كلام دا واحد عليه القيمة»، صدق المثل: «من في بطنه تيس .. .ثغا» أي قيمه يرحم والديك! عموما لا تستبعدون أن الأخ «سيد» لا اسم أبوه «عبدالرحيم» ولا شي بس هو مسمي نفسه كذا عشان يحتك بشعبان ويستغل الشبه بينهم لكي يصل الى عالم النجومية بسرعة لأن شعبان صار شي خطير والعالم يبون «يتلزقون» فيه بأي طريقة!.
شعبان معه كرت «كرنيه كما يطلقون عليه في مصر» عضوية في نقابة الفنانين ولكن الكرت «مثل قلته» يدخل فيه شعبان كأنه داخل برتبة «مستمع» في الصفوف الأولية فقط لا غير ولا له أي قيمة ولا هو محسوب مع الفنانين اللي عليهم الكلام، شعبان قدم رائعة جديدة من روائعه قال فيها «أنا حقطع الكرنيه وأكوي قميص بنص جنيه» كردة فعل لاحتقاره من قبل النقابة! السبب في عدم قبول النقابة به كفنان رسمي هو انه يخالف شرطاً من أهم شروط الانضمام وهو ولكم أن تصدقوا شعبان يا جماعة ما يعرف يقرأ ولا يكتب!!
شعبان «الذي لا يعرف القراءة والكتابة» أصبح أحد نجوم الطرب في العالم العربي وقدم لنا وللجيل المقبل أعمالاً عظيمة مثل: «أنا بكره اسرائيل» ومثل رائعته «كدااب يا خيشه» «بالله هذا اسم أغنية» ورائعته الأخيرة «أنا حكسب المليون» بعد استضافة جورج قرداحي له! شعبان والذي هو حتى الكلام «المرتب» لا يتقنه أصبح ضيفاً مطلوباً في البرامج الحوارية ليفيدنا من علمه وثقافته ونظرته العميقة التي عرفناها على حقيقتها بعد من سيربح المليون! ودخل عالم السينما وصار ممثلاً مشهوراً وتحاربه أمريكا. والآن بيدخل عالم التلفزيون وسيصبح مقدم برنامج «مفرغينه» باسمه!
ملاحطة «بالطاء»: بعد ما رأينا كل هالمفارقات، ولو قارناها بوضع العالم في عصرنا هذا .. هل من حقي اني أسمّي هالزمن «زمن شعبان عبدالرحيم»!.
فهد الغريري
| 
