أحمد الله أنني تعلمت «الإنترنت» في بداية ظهوره في المملكة ولكنني لم أدمن عليه مثل البعض بل لم أعره اهتماماً ولم اضع لي عنواناً مثل بقية الركب!.
يقول صديقي وزميلي الكاتب عبدالله العصيمي أنه يداعب الشبكة العنكبوتية أكثر من ست ساعات في اليوم مما استدعاه الى الاستعانة بنظارة طبية! لقد كان نظره بالأمس القريب مثل نظر «زرقاء اليمامة» واليوم أصبح مثل الأعشى وكله بسبب «الإنترنت» ومثله صديقنا العزيز «مدمن» الإنترنت المشاكس سليمان الداود الذي هو الآخر يبحث عن نظارة تمكنه من مشاهدة النجوم في النهار بعد ان سرقت «الشاشة» نظره رويداً رويدا!.
صحيح ان الإنترنت هو لغة العصر الحالي بما يحتويه من معلومات وأفكار وآراء بلا حسيب أو رقيب لكن ان يصل ذلك الى «الادمان» الذي يؤدي الى «العمى» والعياذ بالله اضافة الى إضاعة الوقت وإهدار المال فهذا هو الذي لا نريده من هذا الإنترنت الذي دمر العيون والجيوب وسرق الوقت خلسة، يقول زميلي العزيز خالد الدلاك انه فوجئ بفاتورة هاتفه المنزلي التي تجاوزت خمسة آلاف ريال رغم انه لا يوجد صفر دولي في هاتفه لكنه دفع ضريبة هذه الفاتورة الباهظة بسبب اشتراك ابنه سعد واشقائه في الإنترنت حيث يمضون معه ساعات طويلة ويضيف ابو سعد اخشي ما أخشي على الأبناء من هذا الإنترنت ان يتراجع نظرهم ويتراجع مستواهم الدراسي، أما الفاتورة فلا حول لي ولا قوة ولا مناص من تسديدها سواء كانت بمائة ريال او عشرة آلاف ريال!.
شخصياً اتوقع ان ينضم الى قافلة ضعيفي البصر مئات الآلاف في السنوات القادمة بسبب «الإنترنت» الذي سرق عقولهم وعيونهم دون ان يدروا كما انه سيأتي الوقت الذي نشاهد فيه الصغير قبل الكبير «مطقمين» بالنظارات الطبية التي تؤدي الى «العمى» لا سمح الله وأتوقع ان يزدهر سوق النظارات الطبية وعلى تجارها ان يأخذوا ذلك في الاعتبار فتجارة النظارات أصبحت تجارة رابحة ورائجة في زمن الإنترنت!!.
|