* واشنطن - بغداد - باريس - نيويورك - الوكالات:
صرح وزير الخارجية الامريكي كولن باول في حديث نشر أمس ان الولايات المتحدة بدأت تسليم الامم المتحدة معلومات عن برامج تسلح عراقية لكنها تتحفظ عن كشف بعض المعطيات التي حصلت عليها من مصادر سرية جدا.
وقال باول لصحيفة «واشنطن بوست»: ان معلومات «مهمة» تم تسليمها منذ أيام للسماح للمفتشين الموجودين في العراق بأن يقوموا بعملهم «بطريقة أكثر جرأة وشمولية».
لكنه أضاف ان الولايات المتحدة لا تفتح كل الابواب وتتحفظ عن كشف بعض المعلومات التي حصلت عليها من مصدر بالغ السرية بانتظار ان ترى كيف سيكون المفتشون قادرين على معالجة واستخدام المعطيات التي نقلت اليهم.
وقال وزير الخارجية الامريكي: ان الطريقة التي حصلنا فيها على المعلومات سرية للغاية وعدم معالجتها او استخدامها بطريقة جيدة سيؤدي الى خسارة هذا المصدر.
وافادت صحيفة واشنطن بوست: ان المعلومات التي قدمت حتى الآن الى الامم المتحدة تتعلق بشكل خاص بالمواقع التي يشتبه انها استخدمت لإنتاج وتخزين الاسلحة.
وتأتي تصريحات باول بينما يقدم رئيسا بعثتي مفتشي الامم المتحدة الخميس الى مجلس الامن «تكملة» للتقييم الاولي حول التقرير العراقي عن اسلحة الدمار الشامل.
وكانت مصادر فرنسية أعلنت الاربعاء ان باريس طلبت من الدول التي تملك معلومات حول برامج التسلح العراقية تسليمها الى الامم المتحدة لزيادة فرص تسوية القضية العراقية سلميا.
وفي العشرين من كانون الاول/ ديسمبر. انتقد رئيس لجنة التحقق والمراقبة والتفتيش هانس بليكس بريطانيا والولايات المتحدة واتهمهما بأنهما لا تقدمان معلومات كافية الى الامم المتحدة حول مواقع عراقية يشتبه بوجود اسلحة دمار شامل فيها.
وقال باول: ان واشنطن لم تتخذ أي قرار حول نزاع محتمل مع العراق مضيفا أعتقد ان الحرب مسألة جدية جدا لنقوم بتكهنات من هذا النوع.
وقال: ان المرحلة المقبلة المهمة ستكون في 27 كانون الثاني/يناير عندما سيكون على المفتشين ان يقدموا الى مجلس الامن تقريرا حول نتائج الايام الستين الاولى من مهمتهم في العراق.
وقال وزير الخارجية الامريكي: ان المهمة النهائية الاخيرة هي حاليا 27 كانون الثاني/ يناير (...) وسنرى ما عثر عليه المفتشون وما يعتقده (رئيسا بعثة المفتشين) حول وجود او عدم وجود اسلحة دمار شامل او عدم معرفتهما بذلك.
وقال حاليا. علينا ان نقدر ما يتوجب فعله وما يفترض ان تكون الخطوة التالية، ولكن هذا ليس بالضرورة يوم الحسم لاتخاذ القرارات.
وتابع ان الولايات المتحدة زودت المفتشين بنصائح حول كيفية إجراء اللقاءات مع العلماء العراقيين خارج البلاد مشيرا في الوقت نفسه الى تحفظات العراق على هذه المسألة.
وأوضح أن هناك تحفظا من جانبهم (العراقيون). انهم قلقون (العلماء) حيال عدة مسائل منها الوجهة التي سيقصدونها والتي سيقيمون فيها بعد ذلك واي وثائق وأوراق يستيطعون الحصول عليها ووضعهم خارج البلاد ومن سيرافقهم.
واعتبر باول ان تعزيز القدرات العسكرية الامريكية في منطقة الخليج يتواصل بطريقة مدروسة لكي يصبح بالامكان تعديلها وتقييمها، وقد ذكرت مجلة تايم الامريكية ان مفتشي الأسلحة التابعين للامم المتحدة يعتزمون دعوة عدد غير محدد من العلماء العراقيين الى التوجه الى قبرص لاستجوابهم.
وقالت المجلة الاربعاء: ان المفتشين التابعين للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) قد يدعون اعتبارا من الاسبوع المقبل علماء يشاركون او شاركوا في الماضي في برامج عراقية للتسلح الى التوجه الى قبرص طبقا لنص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1441.
ويسمح القرار للمفتشين باستجواب العلماء العراقيين خارج العراق لتجنب تعرضهم للترهيب من جانب النظام العراقي الا ان القرار لا يتضمن اي بند عن طريقة إجراء هذه اللقاءات في مكان آمن ولا الاجراءات التي يجب اتخاذها في حال طلب مفتشين لجوءا سياسيا.
ونقلت المجلة عن رئيس لجنة التحقق هانس بليكس قوله لن نقوم بخطف احد ولسنا وكالة لإنتاج المنشقين.
وأضافت ان التزام اللجنة الصمت حول العلماء الذين تعتزم استجوابهم وطريقة نقلهم الى خارج العراق ليس مفاجئا.
من جهة أخرى صرح الفريق عامر السعدي المستشار في ديوان الرئاسة العراقية امس الخميس: ان العراق سيقدم شكوى لكبير المفتشين الدوليين خلال زيارته المقبلة الى العراق حول تصرفات غير مبررة يقوم بها خبراء الامم المتحدة.
وأوضح السعدي لوفد من دعاة السلام من جنوب افريقيا: ان المفتشين طرحوا اسئلة غير مبررة خلال زيارتهم قواعد عسكرية لا علاقة لها بأسلحة الدمار الشامل.
واضاف انها شكوى ستقدم علنا وللمسؤولين عن عمليات التفتيش هانس بليكس ومحمد البرادعي.
وتابع نعتزم توضيح ذلك مع بليكس والبرادعي عندما سيأتيان في الاسبوع المقبل.
ويفترض ان يزور بليكس والبرادعي بغداد في 19 و20 كانون الثاني/يناير.
من ناحية اخرى يطلع كبار مفتشى الامم المتحدة فجر اليوم الجمعة مجلس الامن على تناقضات في ملف العراق عن اسلحته بعد ان طلبت فرنسا من الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما اعطاء المفتشين معلومات مخابراتية عن اماكن يحتمل ان يعثروا فيها على اسلحة دمار شامل.وقال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان في تصريحات تستهدف بوضوح واشنطن ولندن انه يرسل خطابات مستقلة لبقية الدول الاعضاء في مجلس الامن يطالبها فيها بتوفير «كافة السبل» و«كافة المعلومات» للمفتشين.وتتردد الولايات المتحدة منذ اسابيع في تقديم المعلومات خوفا من تسربها.
|