بدء التحقيق في أسباب الكارثة.. وجول يستبعد العمل الإرهابي
العثور على الصندوق الأسود لطائرة الركاب التركية المنكوبة

* ديار بكر - انقرة - رويترز:
بدأت السلطات التركية في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس التحقيق في أسباب سقوط واحتراق طائرة ركاب تابعة لشركة الخطوط الجوية التركية فيما توجه رئيس الوزراء عبدالله جول الى موقع الكارثة التي راح ضحيتها 75 قتيلا.
واستبعد رئيس الوزراء شبهة «عمل ارهابي» وراء سقوط الطائرة قائلاً: ان سبب الحادث هو على الارجح الضباب الكثيف الذي غلف مدينة ديار بكر لعدة ايام.
وقال معلقا على احتمال وجود عمل ارهابي «وفقا للمعلومات الأولية هذا الشيء مستبعد تماما... كان هناك ضباب كثيف والمطار يغلفه الضباب. من المحتمل للغاية ان يكون السبب الظروف الجوية السيئة».
ومازال خمسة ركاب اخرجوا من الحطام احياء في المستشفى وبعضهم حالته حرجة، واعلن في وقت مبكر أمس الخميس ان طفلا عمره عامان نقل الى المستشفى ميتا بعد إصابته بسكتة دماغية.
وسقطت مساء الاربعاء الطائرة التي كانت في رحلة من اسطنبول الى مدينة ديار بكر عاصمة جنوب شرق تركيا الذي يغلب الاكراد على سكانها في حقل بينما كانت تحاول الهبوط واعاقت شدة النيران جهود الانقاذ.
وهرعت عربات الإسعاف والاطفاء الى موقع الحادث وحلقت فوقه طائرات هليكوبتر عسكرية مسلطة اضواء كاشفة على المكان وسط ضباب كثيف.
وقال شهود: ان الضباب الكثيف مازال يغطي مطار ديار بكر حتى صباح امس الخميس.
إلا ان مسؤولاً بارزا ابلغ وكالة الاناضول للانباء ان عمال انقاذ عثروا على «الصندوق الاسود» وسط حطام الطائرة، ووعدت السلطات باجراء تحقيق شامل.
وقال وزير المواصلات بن على يلدريم للصحفيين للأسف احترق بعض الركاب حتى الموت.
وأخذ الاقارب الذين استبد بهم الحزن يبكون ويواسي بعضهم بعضا في مبنى المطار. وجرى آخرون في الشارع فزعا بينما حاولت الشرطة حفظ النظام في درجة حرارة تحت الصفر.
وقال مسؤول آخر: تناثرت الاشلاء الآدمية في كل مكان. عدد كبير من الجثث احترقت.
وقال أحمد جميل شرحدلي محافظ ديار بكر ان الطائرة انشطرت وان الحطام تناثر على منطقة شاسعة.
وقال يوسف بولياريلي المدير العام للخطوط الجوية التركية ان عدد القتلى 75 وان هناك خمسة ناجين. وبعض الناجين في حالة خطرة ومنهم طفل عمره سنتان او ثلاثة في العناية المركزة بمستشفى في ديار بكر.
وكان بين القتلى ثلاثة من الأجانب على الاقل، ولم تعرف على الفور جنسيتهم.
وقال مسؤول امني: إن قائد الطائرة لم يصدر اشارة استغاثة قبل سقوط الطائرة.
من جهة أخرى قال تلفزيون: «ان.تي.في» التركي ان طائرتين عسكريتين تركيتين اصطدمتا في الجو أمس الخميس في اقليم مالاتيا الجنوبي الشرقي.
وذكرت وكالة الاناضول للانباء ان الطائرتين مقاتلتين من طراز ف 4 وكانتا في مهمة تدريبية.
وقالت متحدثة باسم وزارة النقل التركية: انها علمت بتحطم طائرة او طائرتين لكن ليس لديها اي تفصيلات كما لم ترد انباء عن الخسائر في الارواح.
ويكثف الجيش التركي من وجوده في جنوب شرق البلاد حيث قاتل حركة انفصالية كردية منذ عام 1984 قتل فيها اكثر من 30 الفا.
كما يوجد في جنوب تركيا قاعدة تستخدمها الطائرات الامريكية والبريطانية في فرض حظر جوي على شمال العراق ومن المتوقع ان تلعب المنطقة دورا محوريا في الحرب المحتملة ضد العراق.